أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــــــاته الحلقــة السادسة والتسعون بعد المائــتين في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

السادسة والتسعون بعد المائتين في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

*شرح حديث(ما من الأنبياء من نبي إلا أعطي من الآيات ما مثلُه آمن عليه البشر) :

الفائدة الثالثة: الاقتصار على ذكر القرآن الكريم في حديث الباب دون غيرها من الآيات التي أعطيها نبينا صلى الله عليه وسلم لا يدل على الحصر كما تقدم؛ وإنما لأنها آية اتسمت بالشمول والعظمة، والبقاء والتحدي للثقلين الإنس والجن

أن يأتوا بمثلها، بخلاف غيرها من آياته وآيات الأنبياء من قبله.

قال ابن بطال رحمه الله في حديث الباب: " صدق بتلك الآيات لإعجازها لمن شاهدها، كقلب العصا حية، وفلق البحر لموسى عليه السلام، وكإبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى لعيسى عليه السلام، وكان الذي أعطيته أنا وحياً أوحاه الله إليَّ فكان آية باقية دُعي إلى الإتيان بها أهل التعاطي له، ومن نزل بلسانهم، فعجزوا عنه، ثم بقي آية ماثلة للعقول إلى من يأتي إلى يوم القيامة، يرون إعجاز الناس عنه رأي العين والآيات التي أوتيها غيره من الأنبياء قبله رُئي إعجازهم في زمانهم، ثم لم تصحبهم مدة إلا حياتهم، وانقطعت بوفاتهم، وكان القرآن باقياً بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم " [شرح صحيح البخاري لابن بطال (10/ 330)].

ولقد أبقى الله تعالى القرآن الكريم آية محفوظة خالدة إلى قيام الساعة فقال

تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ ( الحجر:9)، وتحدى بها

 الثقلين على مر العصور إلى قيام الساعة على عدة أوجه:

• تحداهم بالقرآن كله فقال: ﴿ قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾ الإسراء:88

• وتحداهم بأقل من ذلك بأن يأتوا بعشر سور مثله فقال تعالى: ﴿ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴾ (هود:13).

• وتحداهم بأقل منه بأن يأتوا بسورة واحدة مثله، فقال الله تعالى: ﴿ وَإِن

كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن

دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِين ﴾ ( البقرة:23).

الفائدة الرابعة: الحديث دليل على أن الأنبياء عليهم السلام يتفاوتون في عدد

أتباعهم ويدل على ذلك أيضاً حديث ابن عباس رضي الله عنهم في الصحيحين قال النبي صلى الله عليه وسلم:" عرضت عليّ الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط، ومعه الرجل والرجلان، والنبي ليس معه أحد، إذ رفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي فقيل لي: هذا موسى وقومه ولكن انظر إلى الأفق الآخر فإذا سواد عظيم فقيل لي هذه أمتك " الحديث.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته