أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــــــاته الحلقــة الخامسة والتسعون بعد المائــتين في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الخامسة والتسعون بعد المائتين في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

*شرح حديث(ما من الأنبياء من نبي إلا أعطي من الآيات ما مثلُه آمن عليه البشر) :

وقال شيخنا ابن عثيمين رحمه الله:" والحصر هنا إضافي؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أوتي من الآيات غير القرآن، لكنه حصر الآيات بالقرآن؛ لأنه أعمها وأشملها وأبقاها... لأن القرآن بقي ﴿ إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ ( الحجر:9)، والآيات الأخرى كلها زالت. فمثلاً من آيات الرسول صلى الله عليه وسلم أنه دخل رجل يوم الجمعة، فسأل عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وسأل الله أن يغيثه فرفع يديه وأغاثهم الله قبل أن ينزل من المنبر، نحن الآن وصلتنا هذه الآية عن طريق الخبر، ومن المعلوم لو أننا كنا شاهدناها؛ لكنا أكثر إيماناً مما لو سمعناها لاشك... كل الآيات التي مضت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم زالت عنا باعتبار المشاهدة لكن القرآن باق بين أيدينا لكننا فقدنا طعمه ولم نذقه؛ لأننا لا نقرأ على الوجه الذي أراد الله تعالى منا: ﴿ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ ﴾ [ لماذا؟ ]﴿ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ (ص:29) فهذا القرآن آية إلى أن يأذن الله سبحانه وتعالى برفعه؛ لأنه قد وردت آثار بأنه سيرفع عند قيام الساعة من المصاحف والصدور، وهذا والله أعلم إذا أعرض الناس عنه إعراضاً كلياً، لا يتلونه تلاوة لفظية ولا معنوية، ولا عملية يرفعها الله؛ لأنه أكرم من أن يبقى بين أناس لا يبالون به، ولا يهتمون به، كما أن الكعبة في آخر الزمان تهدم، لأن أهلها ينتهكونها ولا يعطونها حقها من الحرمة" [التعليق على مسلم (1/ 485-487)].

• (فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعا يَوْمَ الْقِيَامَةِ): لأن آيته صلى الله عليه وسلم القرآن باقية

مستمرة فسيستمر تتابع الأتباع وكثرتهم إلى قيام الساعة.

من فوائد الحديث:

الفائدة الأولى: الحديث دليل على إثبات الآيات للأنبياء وهذا من رحمة الله تعالى وفضله على الأمم حيث جعل مع كل نبي آية أو أكثر، وهي الفارقة بين النبي حقاً وبين من يدَّعي النبوة، إذ لا نبي إلا وقد أوتي آية أو أكثر كما هو ظاهر الحديث، والتعبير بلفظ الآيات أولى من التعبير بالمعجزات.

قال شيخنا ابن عثيمين رحمه الله:" وما اشتهر من العلماء بتسميتها

بالمعجزات ففيه قصور وذلك لأن المعجزات يدخل فيها معجزات السحرة، وخوارق الشياطين... فالتعبير بالآيات خير من التعبير بالمعجزات لسببين:

أولاً: لأنه اللفظ الذي جاء في الكتاب والسنة.

ثانياً: لا يرد عليه مثل الخوارق التي تكون من السحرة والشياطين" [التعليق على مسلم (1/ 484)].

الفائدة الثانية: الحديث دليل على أن القرآن الكريم هو الآية العظمى التي

أوتيها نبينا صلى الله عليه وسلم، وتقدم بيان وجه ذلك، وخلاصة القول أن سبب تميز آية

النبي صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم عن آيات الأنبياء ما تقدم في كلام الأئمة:

1. أن القرآن الكريم آية مستمرة إلى يوم القيامة فهي باقية على مر العصور، وآيات الأنبياء انقرضت بانقراض أعصارهم فلم يشاهدها إلا من حضرها.

2. أن القرآن الكريم آية تُشاهد بالبصيرة، وآيات الأنبياء حسية تُشاهد بالأبصار كناقة صالح وعصى موسى، وفرق بين ما يشاهد بعين الرأس ينقرض بانقراض مشاهدته، وما يُشاهد بعين العقل فهو باق، يشاهده كل من جاء بعد الأول مستمراً، ولذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم أكثر الأنبياء تابعاً. الى هنا

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته