أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــــــاته الحلقــة الرابعة والتسعون بعد المائــتين في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الرابعة والتسعون بعد المائتين في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

*شرح حديث(ما من الأنبياء من نبي إلا أعطي من الآيات ما مثلُه آمن عليه البشر) :

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَا مِنَ الأَنْبِيَاءِ مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ قَدْ أُعْطِيَ مِنَ الآيَاتِ مَا مِثْلُهُ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ، وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْياً أَوْحَى الله إِلَيَّ، فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ"[الحديث أخرجه مسلم حديث (152)، وأخرجه البخاري في " كتاب فضائل القرآن " " باب كيف نزل ] الوحي وأول ما نزل" حديث (4981).

شرح ألفاظ الحديث:

• (إِلاَّ قَدْ أُعْطِيَ مِنَ الآيَاتِ): الآيات العلامات والمقصود ما يأتي به الأنبياء من خوارق العادات.

• (مَا مِثْلُهُ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ): أي أن كل نبي أعطي آية أو أكثر، تجعل من يشاهدها يؤمن بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم من البشر.

• (وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْيا أَوْحَى الله إِلَيَّ): قال النووي رحمه الله:" اختلف فيه على أقوال؛ أحدها: أن كل نبي أعطي من المعجزات ما كان مثله لمن كان قبله من الأنبياء، فآمن به البشر، وأما معجزتّي العظيمة الظاهرة فهي القرآن الذي لم يُعط أحد مثله، فلهذا قال أنا أكثرهم تابعاً...

والثاني: معناه أن معجزات الأنبياء عليهم السلام انقرضت بانقراض أعصارهم، ولم يشاهدها إلا من حضرها بحضرتهم، ومعجزة نبينا صلى الله عليه وسلم القرآن المستمر إلى يوم القيامة، مع خرق العادة في أسلوبه وبلاغته وإخباره بالمغيبات، وعجز الجن والإنس عن أن يتوا بسورة من مثله، مجتمعين أو متفرقين، في جميع الأعصار مع اعتنائهم بمعارضته فلم يقدروا وهم أفصح القرون، مع غير ذلك من وجوه إعجازه المعروفة" [شرح النووي لصحيح مسلم (2/ 364)].

والمعنى الأخير هو الأظهر، واختاره ابن حجر رحمه الله قال بعدما أورده:" وهذا أقوى المحتملات وتكميله في الذي بعده، وقيل المعنى: أن المعجزات الماضية كانت حسية تشاهد بالأبصار كناقة صالح، وعصا موسى، ومعجزة القرآن، تُشاهد بالبصيرة فيكون من اتبعه لأجلها أكثر؛ لأن الذي يشاهد بعين الرأس ينقرض بانقراض مشاهده، والذي يشاهد بعين العقل باق

يشاهده كل من جاء بعد الأول مستمراً" [الفتح (9/ 7)].

وليس المراد أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يؤت بآية إلا القرآن، وإنما ذكرت هنا لأنها هي الآية العظمى والأعم والأبقى.

قال ابن حجر رحمه الله:" وليس المراد حصر معجزاته فيهن ولا أنه لم يؤت من المعجزات ما أوتي من تقدمه، بل المراد أنه المعجزة العظمى التي اختص بها دون غيره" [الفتح (9/ 6)].

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته