أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــــــاته الحلقــة الثانية والتسعون بعد المائــتين في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثانية والتسعون بعد المائتين في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

*شرح الدعاء النبوي: اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت :

أيها الإخوة المؤمنون، ترددون عقيب صلواتكم أذكارًا كريمة، وأدعية شريفة، ومن جملتها دعاء عظيم وذكْر كريم، له صِلة مما نحن بشأنه في طلب الرزق،

واعتماد القلوب فيه على الله وحده، وعدم التفاتها إلى أحد من الخلْق، هذا

الذكْر العظيم ينبغي تأمُّله، ومعرفة مدلوله، وأن ينعقد القلب يقينًا به، فإن عاقبته حميدة، وهو باب عظيم من أبواب الرزق، وسبيل كريم من سُبل الطمأنينة ووسائل السعادة، إنه قولنا فيما علَّمنا رسولنا: ((اللهم لا مانعَ لما أعطيتَ، ولا معطيَ لما منعتَ))، وهذا يدل عليه ما ثبت عند الإمام مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع قال: ((اللهم ربَّنا لك الحمد ملء السماوات، وملء الأرض، وملء ما شئتَ مِن شيء بعد، أهلَ الثناء والمجد، أحقُّ ما قال العبد، وكلُّنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيتَ، ولا معطي لما منعتَ، ولا ينفع ذا الجدِّ منكَ الجدُّ))، ورواه مسلم أيضًا من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، هكذا جاء هذا الذكْر والدعاء والتعظيم لله بعد الرفع من الركوع.

وجاء أيضًا فيما يكُون من الذكْر عقيب الصلاة فيما رواه البخاري ومسلم بسنديهما، عن ورَّاد رحمه الله؛ وهو مولى المغيرة بن شعبة، قال: أمْلى عليَّ المغيرةُ بن شعبة رضي الله عنه في كتاب إلى معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما؛ أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول في دُبُر كل صلاة مكتوبة: ((لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملْك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، اللهم

 لا مانعَ لما أعطيتَ، ولا معطيَ لما منعتَ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد)).

وروى أيضًا الإمام النسائي رحمه الله، عن عطاء بن أبي مروان رحمه الله، عن أبيه؛ أن كعبًا رضي الله عنه حلَف له بالله الذي فلَق البحر لموسى؛ إنَّا نجد في التوراة أن داودَ نبيَّ كان إذا انصرف من صلاته قال: (اللهم أصلِح لي ديني الذي جعلْتَه لي عصمةَ أمري، وأصلِح لي دُنياي التي جعلتَ فيها معاشي، اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بعفوك من نِقمتك، وأعوذ بك منك، لا مانع لما أعطيتَ، ولا معطي لما منعتَ، ولا ينفع ذا

الجد منك الجد).

فهذه نصوص تدلُّ على ما في هذا الذكْر وهذا الدعاء من أمر عظيم، توكلٌ على الله سبحانه (اللهم لا مانع لما أعطيتَ)، فالله إذا أراد أن يعطيك وأن

يمنحك، فلن يمنعه أحدٌ من الخلْق مهما كثُر عددُهم أو عظُم شأنُهم، فما يُعْطِيكه ربُّك سبحانه واصلٌ إليك، لن يستطيع أحد أن يمنعك منه.

(ولا معطي لما منعتَ)، إذا منَعَك الله سبحانه شيئًا تريده فلو أن الخلْق

 جميعًا اجتمعوا على أن يمنحوك إياه فلن يستطيعوا، فإذا كان الأمر كذلك

فعلِّق قلبَك بمن إليه الأمر كله، وإليه يُرجع الأمر كله.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته