أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــــــاته الحلقــة السابعة والثمانون بعد المائــتين في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

السابعة والثمانون بعد المائتين في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

*قيمة العطاء  :

  لقد اعتبر الإسلام العطاء من ميزات المؤمن، هو جزءٌ من إيمانه وتقواه، ولذلك عندما تحدَّث عن المؤمن قال: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) (الأنفال/ 2-3).

فالمؤمن لا يقف عند حدود العبادات، بل يحوّل العلاقة بالله إلى خدمة لعياله، فالخلق كلّهم عيال الله، وأحبّهم إليه أنفعهم لعياله، لهذا كان الإنفاق من ميزات المتقين: (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (آل عمران/ 133-134). هم ينفقون في كلّ الحالات؛ في اليُسر والعُسر، ينفقون حبّاً وعفواً وتسامحاً، كما ينفقون مالاً وطعاماً... كلّه عطاء.

لهذا نجد في التشريع الإسلامي تأكيد العطاء في الواجبات المالية من الخُمس والزكاة: (وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ للهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ) (الأنفال/ 41).

إنّ الله فرض في أموال الأغنياء أقوات الفقراء، فما جاع فقير وعري إلّا بمنع الأغنياء، وإنّ الله محاسبهم ومعذّبهم عذاباً أليماً.

لكن هذا التأكيد لم يقف عند حدود المال، فهناك زكاة القدرة وهي الإنصاف، وزكاة الجمال وهي العفاف، وزكاة الصحّة وهي السعي في طاعة الله، وزكاة الشجاعة وهي الجهاد في سبيل الله.

ولم يقف الإسلام عند حدود الواجبات، بل حثَّ على المستحبات: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم) (التوبة/ 103)، لكنّه لم يرد للصدقة أن تبقى في حدود المال، ففي حديثٍ لرسول الله (ص): «على كلّ مسلمٍ في كلّ يوم صدقة». قيل: ومَن يطيق ذلك يا رسول الله؟ قال: «إماطتك الأذى عن الطريق صدقة، وإرشادك الرجل إلى الطريق صدقة، وعيادتك المريض صدقة، وأمرك بالمعروف صدقة، ونهيك عن المنكر صدقة».

وورد أيضاً: «صدقة يحبّها الله؛ إصلاح بين الناس إذا تفاسدوا، وتقارب بينهم إذا تباعدوا»، «أفضل الصدقة صدقة اللسان»، «عونك للضعيف من أفضل الصدقة»، «أفضل الصدقة إبراد الكبد الحرّى"، "تبسّمك في وجه أخيك صدقة».

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته