أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــــــاته الحلقــة الواحدة والثمانون بعد المائــتين في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الواحدة والثمانون بعد المائتين في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

*العطاء غير المنظور: سلامة القلب:

إن من أهم صور البذل والعطاء سلامةَ القلب، وعدمَ إضمار الحقد أو الحسد لأحد من الناس، وحبَّ الخير للجميع، وعدمَ إضمار الشر أو البغض والكراهية لأحد، والتحليَ بفضيلة العفو والتسامح مع الناس كافة، وقد عدَّ الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى - مرتبة الجود بالعِرْضِ (أي: مسامحة الناس فيما يقعون فيه من سبٍّ وشتيمة) من المراتب العليا للجود، وقد كان أحد الصالحين الفقراء يحب أن يتصدق ولا يجد ما يتصدق به، فيتصدق بعرضه؛ أي يسامح كلَّ من سبَّه أو شتمه من الناس.

وفي الحديث الشريف الذي رواه أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: "كنا جلوساً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة». فطلع رجل من الأنصار تنطُف لحيته من وضوئه قد تعلق نعليه في يده الشمال، فلما كان الغد قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك، فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأُولَى، فلما كان اليوم الثالث قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضاً، فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأُولَى، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال: إني لاحيت أبي فأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاثاً؛ فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي فعلتُ. قال: نعم! قال أنس وكان عبد الله يحدِّث أنه بات معـه تلك الليالي الثلاث فلم يرَه يقوم من الليــل شيئاً غــير أنه إذا تعــارَّ وتقلــب على فـراشه ذكر الله - عز وجل - وكبَّر حتى يقوم لصــلاة الفجــر. قــال عبد الله: غير أني لم أسمعه يقول إلا خيراً فلما مضت الثلاث ليالٍ وكدت أن أحتقر عمله، قلت: يا عبد الله! إني لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هَجْرٌ ثَمَّ؛ ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك ثلاث مِرَار: «يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة». فطلعت أنــت الثــلاث مِرَار فــأردت أن آوي إليــك لأنظــر ما عملك؛ فأقتدي به، فلم أََرَكَ تعمل كثير عملٍ؛ فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما هو إلا ما رأيت. قال: فلما ولَّيت دعاني، فقال: ما هو إلا ما رأيت؛ غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشّاً ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه. فقال عبد الله: هذه التي بلغت بك، وهي التي لا نطيق"

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته