أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــــــاته الحلقــة السابعة والسبعون بعد المائــتين في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

السابعة والسبعون بعد المائتين في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

* العطاء .. عبادة الأجر العظيم :

عندما نتأمل مفهوم العطاء في الإسلام؛ فإن أول ما يتبادر إلى الأذهان هو مواقف الكرم والنبل التي ميزت حياة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم , ولم لا وهو من امتدحه ربه سبحانه وتعالى  بقوله "وإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ"  ( القلم : 4 ).

وقد تعددت مكارم أخلاق نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم من أمانة وصدق ورحمة وبذل

 وعطاء إلى غير ذلك من خصاله الشريفة؛ وبالرغم من ذلك لا يزال الحاقدون ينفثون شرورهم بغية النيل منه إلا أن مساعيهم دائمًا ما تذهب سدى وكأنها ليست إلا نقطة حبر ضحلة أرادت تلوين بحر صاف يترقرق ماؤه النقي ليغسل الأيام .

ولنبحر قليلاً نحن أتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفة طالما لازمت نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم طوال حياته وحتى مماته ؛ وهي صفة الكرم والجود؛ فلم يكن كرمه

وسخاؤه بذلاً عاديًا وإنما كان فياضًا ؛ لا ينفق فقط ما يزيد عن حاجته وإنما

يتصدق حتى بما هو في حاجة إليه ؛ حتى عرف عنه أنه لا يرد سائلا وأنه

يعطي عطاء من لا يخاف فقرًا.

وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نقتدي به وأن يتصدق كلٍ من سعته، وأوصى أمته بالإنفاق وذم البخل والشح؛ حيث قال: "ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا" اخرجه البخاري

وقد يتخيل البعض أن عطاء النبي كان فقط لذوي القربي والمحبين

والمناصرين - وإن كانوا الأولى بالمعروف ابتداء - لكن عطاء النبي ونبله امتد ليشمل حتى أعداءه ؛ فقد وصفته أم المؤمنين خديجة؛ رضي الله عنها بقولها : " إنك لتصل الرحم وتحمل الكل، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق "

وليس أعظم من ذلك وصفًا ،  بل يكفي المرء صفة واحدة من هذه الصفات ليكون ذا منزلة رفيعة في قومه؛ لقد كان النبي يقدم لأصحابه ولأمته كافة نموذجًا في الإيثار؛ فكان يؤثر على نفسه حتى وإن كانت به حاجة وخصاصة ؛ فيروى عن "سهل بن سعد"، أنه قال: جاءت امرأة إلى النبي ببردة؛ فقالت: يا رسول الله، أكسوك هذه. فأخذها النبي محتاجًا إليها فلبسها، فرآها عليه رجل من الصحابة، فقال: يا رسول الله، ما أحسن هذه فاكسنيها. فقال: "نَعَمْ". فلما قام النبي لامَ أصحابه الرجل، قالوا: ما أحسنت حين رأيت النبي أخذها محتاجًا إليها، ثم سألته إياها، وقد عرفت أنه لا يُسأل شيئًا فيمنعه. فقال: رجوتُ بركتها حين لبسها النبي؛ لعلِّي أكفَّن فيها " أخرجه البخاري .                                                                الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته