أسمــــــاء الله الحســـــــنى وصفـــــــاته الحلقــة الستـــــــون بعد المائــتين في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الستون بعد المائتين في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

*فعل الخيرات بركة وعلاج ووقاية:

لا يتوقَّف عطاء الله الجزيل الذي يصِل مَداه لدرجة الإعجاز الذي لا يطوله

 ندٌّ، ولا يقترب منه جزاء، والإعجاز في العطاء الربَّاني أنَّه عطاء دنيوي إضافة إلى العطاء الأخروي؛ وهو جنَّات عرضها السموات والأرض من قِبَل ربِّ العالمين، والعطاء لا يُشترط أن يكون عطاءً ماديًّا مباشرًا، ولكنَّه يتنوَّع لأشكال متعددة؛ منها البرَكة في المال وفي العمر وفي الذريَّة، والشفاء والعلاج وسلامة النَّفس والروح، والوقاية من سوء المنقلَب ومن مَصارع السوء.

البركة في المال وفي العمر وفي الذرية:

البركة في الرِّزق وفي العمر وفي الولَد عطاء ربَّاني لا يُدانيه عطاء، وهو

 إعجاز بكلِّ الحسابات وبكلِّ المقاييس؛ فقد وردَتْ نصوص كثيرة في القرآن الكريم وفي السنَّة النبويَّة المطهَّرة تدلُّ على أنَّ فِعل الخيرات والإنفاق في أوجُه الخير من الأسباب التي تحلُّ بها البركة، وتتَّسع بها المعايش والأرزاق؛ ومنها قوله تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [سبأ: 39].

يقول ابن كثير رحمه الله في تفسير ذلك: "أي: مهما أنفقتم من شيءٍ فيما أمركم به وأباحَه لكم، {فَهُوَ يُخْلِفُهُ} عليكم في الدنيا بالبَدَل، وفي الآخرة بالجزاء

والثَّواب"؛ وهذا البدل يَشمل المالَ والعمر والذريَّة.

ومنها قول النَّبي الكريم صلى الله عليه وسلم: ((قال الله تبارك وتعالى: يا بنَ آدم، أَنفِق أُنفِق عليك))؛ رواه مسلم.

وقال تعالى: ﴿ وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا ﴾ [الكهف: 82]، وهذه الآية وردت في قصَّة الرجل الصَّالح الذي داوم على فِعل الخيرات والطيِّبات الصَّالحات، فحَلَّت البركة على ماله، وتمَّ حفظه لأطفاله الصِّغار من بعده ببركة فِعل الخير، وجزاء دنيويًّا في خَلَفه جزاء ما قدَّم، وقد روي أنَّ الله تعالى يَحفظ العبدَ الصالح في سبعةٍ من ذريته، وعلى هذا يدلُّ قول الله تعالى: ﴿ إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ﴾[الأعراف: 196].

وفي أمر البركة وحلول الخَير على فاعِل الخير قوله صلى الله عليه وسلم: ((ما من يومٍ يُصبح العباد فيه إلَّا ملَكانِ يَنزلان، فيقول أحدُهما: اللهمَّ أعطِ منفِقًا خَلَفًا، ويقول الآخر: اللهمَّ أعطِ ممسكًا تلَفًا))؛ رواه البخاري.وقوله: ((أنفِق يا بلال، ولا تخش من ذي العرش إقلالًا))؛ رواه البيهقي، وصحَّحه الألباني.

وكل هذه الآيات والأحاديث تدلُّ على أنَّ البركة تحلُّ بالمال، والعمر،

وتصيب الأهل والولد، حتى بعد الهلاك والفناء.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته