أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــــــاته الحلقــة الخامسة والخمسون بعد المائــتين في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الخامسة والخمسون بعد المائتين في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

* لحظة سعادة :

في مشاركة آخرين الفرح؛ باجتماع شملٍ، أو تفريج كَرْبٍ، أو نجاح، أو تفوّق

 علمي أو مالي أو وظيفي.. وإذا لم يُطق قلبك الاندماج في مهرجان الفرح،

فليكن لسانك ناطقاً بما تتمنى أن ينطوي عليه قلبك من حب الخير للآخرين.. هذا نقيض الحسد.

إِنِّي لَأَرْحَمُ حَاسِدِيَّ لِحَرِّ مَا ... ضَمَّتْ صُدُورُهمُ مِنَ الأَوْغَارِ

نَظَرُوا صَنِيعَ اللهِ بِي فَعُيُونُهُم ... فِي جَنَّةٍ وَقُلُوبُهُم فِـي نَارفي لحظة قرب ووصال لا يُنغِّصها طيف التَّفرُّق، ولا يُكدِّرها اختلاف الطبع..

وأَبْرَحُ ما يكون الشوق يَوْماً ... إذا دَنَت الخيام منَ الخيام

أو لحظة شوق لقلبٍ أضناه البُعْد والهجران، فصار يجد صورة الحبيب وذكراه فيما حوله!

أحمامةَ الوادي بشرقيِّ الغَضا ... إن كنت مسعفةَ الحبيب فرجّعي

إنّا تقاسمنا الغَضا فغصونه ... في راحتيك ، وجمره في أضلعي!

أو كما يقول عوف بن محلم الخزاعي وهو في الرَّي:

وأَرَّقَنِي بالرَّيِّ نوح حَمامَةٍ ... فنُحْتُ، وذُو الشَّجْوِ الغَرِيبُ يَنُوحُ

على أَنَّها ناحَتْ ولَمْ تُذْرِ دمعة ... ونُحْتُ وأَسْرابُ الدُّمُوعِ سُفُوحُ

وناحَتْ وفَرْخاها بحيثُ تَراهُما ... ومنْ دُونِ أَفْراخِي مَهامِهُ فِيحُ

أَلا يَا حَمَامَ الأَيْكِ إِلْفُكَ حَاضِرٌ ... وَغُصْنُكَ مَيَّادٌ .. فَفِيمَ تَنُوحُ؟

في حوارٍ جاد قاصد لا لغو فيه ولا تأثيم، بل اختلاف نظر يُثري ويُثير، ويقدح زناد الحكمة والفكرة.

في لحظة غضب أحسست فيها بالتفوق على ذاتك، وإلجام ثورة نفسك، وحظيت باللقب النبوي الزكي (الشديد)، وملكت نفسك بدل أن يملكها الشيطان!

في ذكرى أليمة أطافت بخاطرك، وأعادت إليك ما كنت ناسياً يوم سقطت أو أشرفت على هلكةٍ أو واجهت موقفاً تَحُفُّه المخاطر ثم نجوت؛ لتكون ذكراه مبعث ابتسامة عذبة، وسبب حديث سردي مسترسل!

في لحظة بحث معرفي يستشرفه عقلك، وها أنت تظفر بما كنت تطلب بعد أن أعياك السؤال والتحرِّي والتطواف.. إنها لذة العقل الشريفة.

في لحظة إخبات وسجود اختلط فيها الفرح بالدمع بالشكر بالبهجة بالحبور، حينما سجد بدنك وقلبك وعظامك وأحشاؤك وعقلك وضميرك وروحك.

تجربة عاشها الأستاذ مصطفى محمود ووجد أثرها (حينها سكت داخلي القلق، وكفَّ الاحتجاج، ورأيت الحكمة في العدل فارتضيته، ورأيت كل فعل الله خيراً، وكل تصريفه عدلاً، وكل قضائه رحمة، وكل بلائه حباً). [الأنترنت – موقع  بصائر - لحظة سعادة – بقلم : الشيخ : سلمان العودة ]

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته