أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــــــاته الحلقــة السادسة والأربعون بعد المائــتين في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

السادسة والأربعون بعد المائتين في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

*«العطاء» .. مفتاح الحياة الزوجية السعيدة :

ليس أفضل لدوام الحياة الزوجية في سعادةٍ وسرورٍ من "العطاء"، إن

الطاقة الهائلة التي تكمن في قلب أحد الزوجين تجاه الآخر تظهر وتتضح في صورة هذا "العطاء" فهي أمٌ وصديقةٌ وأختٌ وابنةٌ وحبيبة، وهو الأب والأخ والإبن والحبيب.

 ليس أفضل لدوام الحياة الزوجية في سعادةٍ وسرورٍ من "العطاء"، تلك الكلمة الواسعة التي تحمل في طياتها العديد من السلوكيات والتصرفات، والكثير من المعاني والمشاعر، إن الطاقة الهائلة التي تكمن في قلب أحد الزوجين تجاه الآخر تظهر وتتضح في صورة هذا "العطاء" الذي لا يمكن حصره، ولا شك أنه عاملٌ مهمٌ في بقاء الحياة الزوجية وديمومتها، على نحوٍ يحمل السكينة والراحة والسعادة والسرور لكل من الزوجين وسائر أفراد الأسرة.

النوايا الحسنة لا تكفي :

النوايا الحسنة وحدها لا تكفي في العلاقات الزوجية، فكون الزوجة تحب زوجها أو الزوج يحب زوجته، ولا يترجمان ذلك إلى واقعٍ عمليٍ يتمثل في العطاء المتنوع، لا يمكن لمثل هذه المحبة الداخلية والنوايا الحسنة أن تقيم العلاقات الزوجية على حالٍ جيدة. بل إن من أهم ما يسبب التوتر في العلاقة بين الأزواج المتحابين، وجود طرف في تلك العلاقة معطاءٌ ومحب، بينما الطرف الآخر ليس على المستوى نفسه. وأفضل علاجٍ هو أن يتعلَّم الزوجان كيف يتعادلا في الحب والعطاء مادياً ومعنوياً.

العطاء الحقيقي :

هناك فرق كبير بين أن نقوم بالعطاء دون انتظار أي مقابل، وبين أن نقوم بالعطاء ونحن نتوقع أن نحصل على شيءٍ بالمقابل. لذلك إذا قمنا بالعطاء الحقيقي فإننا لا نكون متوقعين أن نحصل على شيءٍ بالمقابل، وبالتالي لن نصاب بخيبة أمل. إضافة إلى ذلك سوف نحصل على متعةٍ ذاتية ونحن نقدم العطاء، وفي كل شركةٍ لابد أن يكون لكل شريك حقوق وعليه واجبات حتى تستقيم الأمور، وكذلك فعل الإسلام بالنسبة للبيت؛ فقد جعل لكل من الزوجين حقوقاً ورتب عليها واجبات، ولن تتحقق السعادة إذا أهمل أحد الطرفين أداء واجباته وراح يطالب الآخر بحقوقه عليه، وإنما ينبغي لكل منهما أن يبادر بتأدية ما عليه من واجبات، رغبةً في إسعاد شريكه وإدخال السرور على نفسه، وعلى الآخر مثل ذلك.

ولقد تكفل الله سبحانه وتعالى - وهو أحكم الحاكمين - بتحديد تلك الحقوق والواجبات حتى لا يتظالم الشريكان فتتبخر السعادة، ووفق قاعدةٍ متوازنةٍ دقيقةٍ من صنع العليم الحكيم تقرر الأمر على أساس العدل حيث يقول سبحانه: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ۗ وَاللَّـهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة:228].

ولا ننسى في خضم الحقوق والواجبات أن التسامح أفضل طريقةٍ للتخلص من الشعور بالتعاسة أو المعاناة التي قد نواجهها في رحلة الحياة الزوجية، لكن البعض يجد صعوبةً في التسامح بل واستحالته، في الوقت الذي يؤكد فيه علماء النفس على أن الحياة يمكن أن تسير بلا عواصفٍ أو زوابع إذا فتح كل طرف أذنيه ليسمع الطرف الآخر، ويحاول أن يجد إجابة لأسئلة شريك حياته، ولا يلقي بها وراء ظهره، لأن حسن الاستماع من الشروط الأساسية للتواصل الجيد بين الزوجين، وهو دليل على الاهتمام والتقدير.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته