أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــــــاته الحلقــة الثانية والأربعون بعد المائــتين في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثانية والأربعون بعد المائتين في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

*الحياة أخذ وعطاء : عطاء الأم اللامحدود يؤدي إلى:

1-اعتبار هذا العطاء حقا مكتسبا وشئا طبيعيا مما يؤدي إلى سوء الرد

عليه وعدم تقديره وقد يمتد أثر هذا العطاء إلى عدم تعلم مهارات شكر

الآخرين على خدماتهم على اعتبار “انه شئ عادي أن يخدمني الجميع وعطاء الآخرين شئ لا يلفت نظري لأنه عادي وليس مطلوب مني الرد عليه”.

(2) سلب الطفل قدرته على اتخاذ القرار مما يكون له آثار سلبية على نمو شخصيته التي ستصبح أبعد ما تكون عن شخصية قيادية وأقرب ما تكون لشخصية انقيادية.

(3) عدم نمو آلية مواجهة الشدائد والصدمات داخله بل وأكثر من ذلك

وهو عدم نمو آلية كبح جماح الرغبات المحرمة، فالقدرة على أن أكبح جماح نفسي عن شئ أريده يتأتى من قدر من الحرمان في الصغر فيتعلم الطفل منه كيف يتغلب بسهولة على معاناته من شئ يريده ولم يأخذه.

 ونصيحة للأم :أن تقف عند كل رد فعل سيئ من طفلها لفعل ايجابي قامت به منذ سنواته الأولى، وهنا يجب أن تصف لابنها ماذا فعلت من أجله وأنه قابلها بفعل معاكس لا يتفق مع ما قدمته، وأن ما فعله لا يستقيم كشكر لها، وتهدده أنها لن تعود للعمل الايجابي الذي فعلته من أجله طالما

قابلها بسوء أدب.

نفس هذا الموقف لا تفعله مع المواقف التي تجمعها مع ابنها فقط بل تتابع تعامله مع والده وجدته والجيران وحتى مع زملاءه في المدرسة وتعلمه كيف يرد على عطاء الآخرين له.

وأما عن عطاء الأم فيجب أن تتعلم متى تعطي ومتى تحرم ومتى تبحث مع ابنها عن حل وسط حتى يستطيع أن يميز المجهود الزائد منها وحتى تذكره أن

هذا المجهود الذي تبذله ليس الطبيعي فيعرف كيف تضحي أمه من أجله

وكيف يرد لها الجميل ببرها حين تكبر.

هذا الكلام لن يأتي بنتائج مضمونة بعد أن يكبر الطفل ويعتاد أن يأخذ ولا يعطي، ولكن متابعته منذ السنوات الأولى يجعله يتعلم كيف يُقدر ما يفعله

له الآخرون وكيف يشكرهم عليه ويبادلهم العطاء بعطاء، وليس عيبا أو أنانية من الأم أن تفعل ذلك لأنها المصدر الرئيسي للطفل الذي يكتسب منه سلوكياته وأخلاقه وهذه المسائل لا تحتمل العاطفية ولا العيب ولا المجاملات، وإن لم تُعلم الأم طفلها كيف يبرها فمن ذا الذي سيفعل.

 الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته