أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــــــاته الحلقــة السادسة والعشرون بعد المائــتين في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

السادسة والعشرون بعد المائتين في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

* و لسوف يعطيك ربك فترضى :

     للهموم وجوه كثيرة أسوأها الوقوف عند حافة اليأس و فقدان الأمل وفي الآونة الأخيرة زار قلبي ضيف ثقيل لا يكاد يبرح مقامه فقد ابتليت بأمر أرهقني فالغم لازمني و الحزن صاحبني و الهم أحرق مقلتي و الدمع أغرقني... الفرح إن حضر يوما غاب بقية أيامي, القلب بحرارة يشتكي و ينادي الذي أهمني و لكن لا حياة لمن ينادي فبقي الألم يواسيني و الظلام يحضنني... نظرت للسماء شاكيا همي ألتمس رؤية الحمام لكني وجدتها مليئة بالغمام كأنها محملة بالغموم و كافة أنواع الهموم... و نظرت للأرض باكيا قلبي وجدت الحب فيها سرابا و القلوب مملوءة حقدا و عذابا...

فقدت ما أريد و أقام في قلبي كل هم كئيب و فقدت الكنز الثمين و كدت أفقد اليقين إلا أني رفضت الإنكسار و وجهت وجهي للعزيز الغفار له الحمد و الثناء مقتديا بالأنبياء... فتحت المصحف فسبحان الله وقع بصري على الآية: "وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى" هاج قلبي و ضج و أحسست بأن الخطاب موجه لي:

"يا أيها المهموم الكسير يا أيها المغموم الحسير... يا أسير الحزن أبشر ثم أبشر ثم أبشر فما ودعك ربك... إذا غطى ظلمة الحزن بجلبابه نهارك و أطبق الغم بجناحيه عالمك فلسوف نعطيك و نرضيك...

إن عصفت بك عواصف الهم و زلزل قلبك الغم و أغرقك أمواج الحزن و

 اجتمعت عليك المصائب و نوائب الدهر و كثر عليك المصاعب فاهتف باسم رب المشارق و المغارب و سيزول كل تلك المتاعب... إن ضاق صدرك بالهموم و الغموم فاهتف يا حي يا قيوم فسترضى بالمقسوم...

وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى

يا عبدالعزيز ربك أعلم بك منك و أعلم بمصابك و بلواك و يعلم متقلبك و مثواك و مأواك و يسمع دعائك و نجواك ... إذا ألم البلوى قصم ظهرك و أوهن جسمك فسيكشف غمك و ينقض ظهرك... إن داهمك أمر عظيم

سيكفيك ربك العظيم... وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى

إن باعدك الأصحاب فرب الأرباب أدناك و اختارك من خلقه و ابتلاك... إن لم ينفعك الأقارب و الأنساب و تقطعت بك الأسباب فما ودعك ربك و ما قلاك... إن فقدت عزيز و إن فارقك حبيب فنحن منك قريب و أقرب من حبل الوريد... وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى

إذا الهم طغى و بغى و كل من صاحب رجوته اتبع هواه فهوى و غوى و ودعك و قلى و لم تعرف كيف تستقيم على طريقتك الأولى و الفرح اختفى و تولى فاذكر شديد القوى محيى الموتى الذي أنشأك النشأة الأولى فهو قادر على أن يعيدك سيرتك الأولى إن وجدك عبدا إذا ذكر ربه صلى و نهى النفس عن الهوى و كان على الهدى... وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى

إن ابتليت بمصيبة تحل النقم و ذنوب تغير النعم و حرمان ورث الندم و إن زللت للحصول على مريدك و ذكرتنا فنحن نغفر الزلة ونضع عنك وزرك و إن أذلك مريدك فنحن نجبر تلك الذلة و ننقض ظهرك و نشرح صدرك و نرفع لك ذكرك... إن همت نفسك بالمعصية و ابتليت بارتكاب السيئة

فأكرمناك بفعل الحسنة و محونا عنك الخطيئة...

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته