أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــــــاته الحلقــة الثالثة والعشرون بعد المائــتين في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثالثة والعشرون بعد المائتين في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

*عطاء الله في الدنيا عطاء ابتلاء :

يهب الله عزّ وجلّ العطاء في الدنيا (مالا، يهب قوّة، يهب وسامة، يهب ذكاءً، يهب حكمة..) ابتلاءً، فالحظوظ وُزعت في الدنيا توزيع ابتلاء {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً}(هود 7) وسوف تُوزع في الآخرة توزيع جزاء كما جاء في قوله تعالى {انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً} (الإسراء21)

ـ فهبة القوّة: إن سخرتها لإحقاق الحق فهي نعمة، وإن سخرتها للطغيان والعدوان فهي نقمة.

ـ هبة الوسامة: إن استخدمتها للعمل الصالح، وتحبيب النّاس بك فهي نعمة، وأمّا إذا استخدمتها لإغواء الفتيات فهي نقمة. .

ـ هبة العلاقة الجنسية: إذا كانت وفق منهج الله، زواجا، وإنجاب أولاد، وتربية أولاد أطهار وفتيات طاهرات، فتجد هذه الأسرة كلّها خيرا.. فهي نعمة، وإن وظفتها في الزنا فهي نقمة.

- وهب لك البصر: إذا وظفته في قراءة القرآن وتحصيل العلم النافع فهذا حسن تؤجر عليه وإذا وظفته في ما حرم الله فستعاقب عليه...

قال تعالى {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِم} (النور 30) هل عملت بها؟

- وهب لك السمع: هل عملت بقوله تعالى {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} (الزمر 18) هل ميّزت الحسن من الخبيث؟ أم كنت غافلا.

ـ وهب لك جارحة اللّسان: هل وظفتها في قول الحقّ والدعوة إلى الله أم استعملتها في إيذاء خلق الله؟ لا تخجل واسأل نفسك الآن قبل فوات الأوان لماذا لم يجعل لك لسان صدق عليّا؟ ألم تكن تمرّ على قول الله تعالى {وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا} (مريم 50)

ـ وهب لك العقل: هل فكّرت يوما في السماوات والأرض والاختلاف النّهار واللّيل، هل تدبّرت القرآن الذي هو من أعظم الهبات أم كنت غافلا عمّا فيه من كنوز ودرر؟ هل كنت ممّن يأتمرون بأوامر الوهّاب أم كنت من الذين يجادلون في آيات الله بغير علم؟

ـ وهب لك المال: إن أنفقته في طاعة الله فهو نعمة.. وإن أنفقته في معصية الله فهو نقمة. هل أدّيت حقّه؟ قال تعالى {وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيه}ِ (الحديد 7).

ـ وهب لك الصحّة: وستسأل عنها. عن أبي برزة رضي الله عنه أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره في

ما أفناه، وعن شبابه في ما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفي ما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به؟» (رواه الترمذي وغيره).

إذا أنعم الله عليك فأحمده حمدا كبيرا واستشعر نعمته عليك في كلّ وقت،عند صلاتك وأنت راكع وأنت ساجد عند نومك عند استيقاظك عند عملك، وإذا ابتلاك وأخذ سلامة بدنك فاعلم أنّه لا محالة يريد أن يطهّرك من الخطايا والذنوب ويجعل في صبرك الأجر العظيم إنّما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب.

مثال ذلك سيّدنا أيّوب ابتليّ فصبر قال تعالى {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ

إِنَّهُ أَوَّابٌ} (ص 44) فكان الجزاء الفوري من الوهاب {وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَاب}ِ (ص 43)

ـ وهب لك الوالدين: هل كنت بارا بوالديك أم كنت عاقا لهما؟

ـ وهب لك أعظم هدية الرسول صلى الله عليه وسلّم هل اتبعت سنّته؟

من كتاب «فسحة في أسماء الله الحسنى» [الأنترنت – موقع الشروق –عطاء الله في الدنيا عطاء ابتلاء - للأستاذ عبد الناصر الخنيسي]

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته