أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــــــاته الحلقــة العشرون بعد المائــتين في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

العشرون بعد المائتين في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

*دَرَجَاتُ الْعَطَاءِ وَمَنَازِلُ الشُّهَدَاءِ :فَضَائِلُ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ

وَلِلْبُخَارِيِّ: ((مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ -وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِهِ- كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ، وَتَوَكَّلَ اللهُ لِلْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِهِ بِأَنْ يَتَوَفَّاهُ أَنْ يُدْخِلَهُ

الْجَنَّةَ، أَوْ يُرْجِعَهُ سَالِمًا مَعَ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ)).

((تَضَمَّنَ اللهُ))، وَفِي رِوَايَةٍ: ((تَكَفَّلَ اللهُ))، وَفِي رِوَايَةٍ: ((تَوَكَّلَ اللهُ))، وَفِي رِوَايَةٍ: ((انْتَدَبَ اللهُ))؛ كُلُّهَا بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَهُوَ تَحْقِيقُ الْمَوْعُودِ، وَمَا ضَمِنَ فِيهِ رَبُّ الْعَالَمِينَ فَهُوَ وَاقِعٌ لَا مَحَالَةَ، وَنَحْنُ عَلَى ذَلِكَ مِنَ الشَّاهِدِينَ؛

 لِأَنَّهُ تَكَفَّلَ فِيهِ الْقَادِرُ الَّذِي لَا يُعْجِزُهُ شَيْءٌ.

ضَامِنٌ: بِمَعْنَى مَضْمُونٍ، نَحْوُ: عِيشَةٌ رَاضِيَةٌ؛ أَيْ: مَرْضِيَّةٌ.

فِي هَذَا الْحَدِيثِ: ضَمَانٌ مِنَ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا جِهَادٌ فِي سَبِيلِهِ.

وَمَعْنَى ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ مُؤْمِنًا مُخْلِصًا، فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللهِ فِي وَاحِدٍ مِنْ ثَلَاثَةٍ أَوِ اثْنَتَيْنِ مِنْهَا؛ فَإِنْ قُتِلَ.. فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَإِنْ بَقِيَ.. فَقَدْ تَضَمَّنَ اللهُ أَنْ يُرْجِعَهُ إِلَى مَسْكَنِهِ بِمَا نَالَهُ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ؛ أَيْ

مِنْ أَجْرٍ بِدُونِ غَنِيمَةٍ، أَوْ يَجْمَعُ اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- لَهُ بَيْنَ الْغَنِيمَةِ وَالْأَجْرِ.

وَقَالَ ﷺ: ((مَثَلُ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ الْقَانِتِ بِآيَاتِ اللهِ، لَا يَفْتُرُ مِنْ صِيَامٍ وَلَا صَلَاةٍ حَتَّى يَرْجِعَ الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَتَوَكَّلَ اللهُ لِلْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِهِ بِأَنْ يَتَوَفَّاهُ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ يُرْجِعَهُ سَالِمًا مَعَ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ)). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وَعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: ((غَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ رَوْحَةٌ خَيْرٌ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَغَرَبَتْ)) .

فَضْلُ الْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ فِي سَبِيلِ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-: ((خَيْرٌ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَغرَبَتْ))؛ يَعْنِي هُوَ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا.

وَ((الْغَدْوَةُ)): الْخُرُوجُ مِنَ الْغُدُوِّ مَا بَيْنَ صَلَاةِ الصُّبْحِ إِلَى الزَّوَالِ.

وَ((الرَّوْحَةُ)): هِيَ الْخُرُوجُ فِي الرَّوَاحِ مَا بَيْنَ الزَّوَالِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ.

فَتِلْكَ الْغَدْوَةُ أَوِ الرَّوْحَةُ الَّتِي يَأْتِي بِهَا الْعَبْدُ فِي سَبِيلِ اللهِ، مُخْلِصًا للهِ، وَعَمَلُهُ مُوَافِقٌ لِشَرْعِ اللهِ.. تِلْكَ الْغَدْوَةُ أَوِ الرَّوْحَةُ خَيْرٌ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ أَوْ غَرَبَتْ. فَفِي هَذَا تَفْضِيلٌ لَهَا عَلَى جَمِيعِ مَتَاعِ الدُّنْيَا مِنَ الْأَمْوَالِ

وَالْقُصُورِ وَالْمَزَارِعِ، وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَمِنْ مَتَاعِهَا كَالنِّسَاءِ وَمَا أَشْبَهَ.

فَتِلْكَ الْغَدْوَةُ أَوِ الرَّوْحَةُ خَيْرٌ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ أَوْ غَرَبَتْ، مِنْ مَشْرِقِهَا إِلَى مَغْرِبِهَا، فَسُبْحَانَ مَنْ لَا يُقَادَرُ قَدْرُ فَضْلِهِ، وَمَنْ هُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: ((غَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ رَوْحَةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا)). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته