أسمــــــــــاء الله الحســـنى وصفـــــــاته الحلقــــــة العاشرة بعد المائــــــتين في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

العاشرة بعد المائتين في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

* البذل في المنهاج النبوي حقيقته وأنواعه :

وحياة الصحابة رضي الله عنهم مرآة تعكس البيان القرآني والبلاغ النبوي

 في استعمال المال وبذله الاستعمال الجامع، وكثيرا ما كان الاستعمال الثاني هو الأرجح. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خطب النَّبي صلى الله عليه وسلم فقال: “إنَّ الله خيَّر عبدًا بين الدُّنيا وبين ما عنده، فاختار ما عند الله. فبكى أبو بكر رضي الله عنه، فقلت في نفسي: ما يُبكي هذا الشيخ؟ إن يكن الله خيَّر عبدًا بين الدُّنيا وبين ما عنده، فاختار ما عند الله، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو العبد، وكان أبو بكر أعلمنا. قال: يا أبا بكر لا تبك، إنَّ أمَنَّ النَّاس عليَّ في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متَّخذًا خليلًا من أمتي، لاتَّخذت أبا بكر، ولكن أخوَّة الإسلام ومودَّته، لا يبقين في المسجد باب إلا سُدَّ، إلا باب أبي بكر” .

وعن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: سمعت عمر بن الخطَّاب، يقول: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدَّق، فوافق ذلك عندي مالًا، فقلت: اليوم أسبق أبا بكرٍ إن سبقته يومًا، قال: فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما أبقيت لأهلك؟ قلت: مثله، وأتى أبو بكرٍ بكلِّ ما عنده، فقال: يا أبا بكرٍ ما أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله،

 قلت: لا أسبقه إلى شيءٍ أبدًا” .

– بذل الوقت: يقول الله تعالى: فإذا فرغت فانصب (الشرح: 8)، إذا فرغت من دنياك فانصب وتفرغ لآخرتك، استفرغ لها وقتا من وقتك، واغتنم فراغك قبل شغلك، تبذل وقتك في تعليم الناس الخير، في هداية رجل على يديك، في رباط في سبيل الله، في حراسة جند الله، تبذل وقتك في خدمة نفسك ما يجعلك الصورة المعبرة عن روح الإسلام، وفي خدمة أهلك الخدمة اللائقة تأسيا بخير الأنام، تبذل وقتك في المواساة والزيارات، في التواصل مع الكبار والصغار بحسن الكلام وحسن الإصغاء. قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري رحمه الله: “إن لربك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا”.

– بذل العلم: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “خيركم من تعلم القرآن وعلمه” . “إِن اللَّه وَمَلائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ” ، فإن كان بذل العلم فضيلة ينال بها العبد المؤمن الخيرية والصلوات فإن البخل به ومنعه مستحقيه جريمة يعاقب عليها الله تعالى. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من علمه الله علما فكتمه ألجمه الله بلجام من النار يوم القيامة”. والأمر النبوي في بذل العلم وتبليغه واضح: “بلغوا عني ولو آية”.

– بذل الجهد: أو الخدمة، ففي البلاغ النبوي أحاديث لا تُحصى في هذا الباب، منها: “وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له متاعه صدقة” . وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول أي الناس أحب إلى الله، فقال: “أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم تكشف عنه كربة أو تقضي له دينا أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد، يعني مسجد المدينة شهرا، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه يوم القيامة رضى، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يقضيها له ثبت الله قدميه يوم تزل الأقدام” .

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته