أسمــــــــــاء الله الحســـنى وصفـــــــاته الحلقــــــة التاسعة بعد المائــــــتين في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

التاسعة بعد المائتين في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

* البذل في المنهاج النبوي حقيقته وأنواعه :

2- أنواع البذل

ما يمكن للإنسان المؤمن أن يبذله في سبيل الله وابتغاء مرضاته أرزاقا وعطاءات معنوية وأخرى مادية، واجبة وأخرى نافلة، منها ما يستدعيه الزمان والمكان ومنها دون ذلك. ونجد منها على سبيل المشهور والمذكور في القرآن والسنة والسيرة والتاريخ:

– بذل النفس: وهو أعظم البذل، يقول الله تعالى: إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة. شيء خلقه الله واشتراه: النفس. وبذلها في سبيل الله وبيعها له نوعان: أحدهما بذل للنفس في ساحة الوغى دفعة واحدة فينال المؤمن بذلك عند الله درجة المجاهد الحائز على الشهادة. وهي بلا شك درجة عظيمة عند الله تعالى. وثانيهما بذل للنفس في رباط المجاهدة والتزكية وفي الدعوة السرية والجهرية، وفي الجهاد بناء للأمة والخلافة فينال المؤمن بذلك عند الله درجة الصديقية الحائز على الحضور الشاهد بالقسط.

– بذل المال: مرتبة ثانية مع بذل النفس. الناس جميعهم يبذلون، فمن الناس من يبذل دينه ابتغاء دنيا يصيبها أو رضا من الخلق يحوزه، ومن الناس من

يبذل مما آتاه الله من الدنيا ابتغاء الدار الآخرة وطمعا في رضى مولاه عز وجل، يقول الله تعالى: وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا، عند بعض المفسرين: ولا تنسى نصيبك من الدنيا أن تجعله أيضا للآخرة.

وللمال في الإسلام استعمالان: أحدهما استعمال فردي وما أكثره بأن يبذل المؤمن ماله وينفقه على نفسه وعياله عونا على أمور الحياة وقضاء الحاجات، وعلى الأقارب والأصدقاء عطاء في المناسبات، وعلى المساكين مَدّا للعون بالصدقات. وثانيهما استعمال جماعي بأن يبذل المؤمن ماله اقتحاما لعقبة الشح المتأصل في النفوس، وهو له طهارة للنفس، وبرهان على صدق الانتماء، ومادة تعاون وبناء، ونصرة للدين والدعوة والأمة والمستضعفين في الأرض على حدّ سواء.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته