أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة الخامسة والتسعـــــون بعد المائــــــة في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الخامسة والتسعون بعد المائة في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

* حتى لا يتوقف عطاء الدعاة : وعلى الداعية التأمل فيما يلي :

 *عليه التأمل في حال أصحاب الأموال الذين لم يرد الله لهم خيراً، وجعل ما

آتاهم من رزق سبب شقاوتهم في الدنيا، فلا هم يهنأون بعيش ولا يشعرون بطمأنينة واستقرار أو بسكينة وهدوء بال، بل قد يُودي ببعضهم إلى قتل النفس والانتحار، وسبب شقاوة بعضهم في الآخرة حيث قادهم إلى الكفر بالله والجحود، وبالتالي قادهم إلى النار كقارون الذي آتاه الله من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة، فطغى وتجبر وجحد وقال إنما أوتيته على علم عندي، فكانت عاقبته كما قال -تعالى -(فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين) [القصص: 81].

 7- العلم بأن الفقر بلاء عام بين الخلق يبلتي به الله - تعالى -من شاء من عباده الدعاة وغيرهم ولا علاقة لوجوده بالاشتغال بالدعوة إلى الله - تعالى -والقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبالتالي فإن التذرع عن ترك الاشتغال بالدعوة وحمل هم هذا الدين بطلب الرزق والسعي إلى كسب المال خطأ فاحش إذ لا علاقة لهذا العمل الجليل بوجود الفقر، بل إن الأمر على العكس من ذلك، فإن القيام بطاعة الله - تعالى -وتقواه من خلال نشر هذا الدين بين الناس ومحاربة الكفر والبدع والمعاصي في الأمة، من أعظم أسباب جلب الرزق كما قال - تعالى -: (ومن يتق الله يجعل له

مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب) [الطلاق: 23].

 مع أن تارك السير في قافلة الدعوة لأجل ذلك أضاف إلى معاناته من الفقر وعدم سلوك الأسباب الجالبة للرزق حرمان نفسه من الأجر والثواب عند الله - تعالى -وما عنده خير وأبقى وقيامه بتعريضها للعقوبة لعدم قيامه بزكاة العلم الذي آتاه الله إياه، وتتمثل بنشره بين الناس وتعليمهم إياه.

 8- أن يعلم أن الخير له فيما اختاره الله - عز وجل -، وأن الفقر قد يكون هو الخير له لأن من عباد الله أناساً من لو أغناهم لحملهم ذلك على البغي والطغيان والكفر بالرحمن والتجبر على الخلان أشراً منهم وبطراً، كما قال - تعالى -: (ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير) [الشورى: 27]، قال العلامة ابن سعدي مفسراً لهذه الآية: (ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض) أي لغفلوا عن طاعته وأقبلوا على التمتع بشهوات الدنيا، فأوجبت لهم الانكباب على ما تشتهيه نفوسهم ولو كان معصية وظلماً » ولكن ينزل بقدر ما يشاء « بحسب ما اقتضاه لطفه وحكمته » إنه بعباده خبير بصير «، كما في بعض الآثار أن الله - تعالى -يقول: » إن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا بالغنى ولو أفقرته لأفسده ذلك، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا بالفقر ولو أغنيته لأفسده ذلك... «)

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته