أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة الرابعة والتسعـــــون بعد المائــــــة في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الرابعة والتسعون بعد المائة في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

* حتى لا يتوقف عطاء الدعاة : وعلى الداعية التأمل فيما يلي :

*النظر في حال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما ورد في سيرته » حيث توفي ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعاً من شعير « ، وكان –صلى الله عليه وسلم- » يظل اليوم يلتوي ما يجد من الدقل ما يملأ بطنه « ، وتوفي –صلى الله عليه وسلم- » وما شبع ثلاثة أيام تباعاً من خبز حنطة « ، » وكانت تمر عليه ثلاثة أهلّة في شهرين دون أن يوقد في بيته نار، إنما طعامهم الأسودان التمر والماء « ، وكان - صلى الله عليه وسلم - يأكل ومن معه في صدر الإسلام ورق الشجر كما قال عتبة بن غزوان: (لقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما طعامنا إلا ورق الحُبلَة حتى قرحت أشداقنا) ، إلى غير ذلك من الصور الكثيرة التي نقلها لنا مَن دَوّنَ سيرته - صلى الله عليه وسلم - وسير صحابته والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، على الداعية الحق أن ينظر في ذلك، ويتذكر أنه ليس الوحيد الذي يسير في قافلة الدعوة، ويعاني من قلة ذات اليد، فهذا قائدها - صلى الله عليه وسلم - وكبار أعلامها قد عانوا ما يعاني وله بهم أسوة كما قال - تعالى -: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا) [الأحزاب: 21].

  *عليه أن ينظر إلى من حوله من إخوانه، الذين هم أكثر فاقة وأشد معاناة ويرى عظم مصيبتهم وضخامة حاجتهم، فيواسي نفسه بمقارنة مصيبته بمصيبتهم، وخفة حاجته عند عظيم فاقتهم،فيحمد الله على التخفيف والرحمة بأن لم يبتله كما ابتلاهم، ولم يمتحنه كما امتحنهم، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق فلينظر إلى من هو أسفل منه ممن فضل عليه) وفي رواية (فهو أجدر ألا تزدروا نعمة من الله عليكم)

 *وعليه أن ينظر إلى نفسه بشمول في وقته السابق واللاحق، وسيجد

عند ذلك عظم نعم الله - تعالى -عليه في سائر أحواله الماضية والحاضرة، وأن الله - عز وجل - إن كان قد منعه في وقت فقد أعطاه في أوقات، وإن كان قد حرمه في جانب فقد منحه الشيء الكثير في جوانب أخرى، وعليه أن يقوم بتعداد نعم الله، وسيجد أن لا قدرة له على حصرها وتقصيها ليعلم عند ذلك مدى كفرانه بنعم الله، وجحوده بها من جهة، وواسع رحمة الله ولطفه وعظم تجاوزه عنه ومغفرته من جهة أخرى، قال - تعالى -: (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار) [ابراهيم: 34] وقال - عز وجل -: (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم) [النحل: 18]، مع أنه ليس للعبد من ذاته في الحقيقة سوى العدم وكل ما فيه وله من خير فهو محض جود الله - تعالى -وإحسانه.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته