أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة الثالثة والتسعـــــون بعد المائــــــة في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثالثة والتسعون بعد المائة في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

* حتى لا يتوقف عطاء الدعاة :

4- استشعار حقيقة الدنيا والآخرة والنظر في النصوص الكثيرة من قرآن وسنة التي تزهد في الدنيا، وتخبر بمصيرها وقلتها وانقطاعها وسرعة فنائها وشدة فتنتها من جهة، وتُرغّب في الآخرة وتخبر بشرفها ودوامها ومن ذلك قوله - تعالى -: (قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى) [النساء: 77]، وقوله - عز وجل -: (بل تؤثرون الحياة الدنيا * والآخرة خير وأبقى) [الأعلى: 16، 17]، وقوله - سبحانه -: (ما عندكم ينفذ وما عند الله باق) [النحل: 96]، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: (لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء) [6]، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: (ألا إن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالم أو متعلم)

قال ابن القيم - رحمه الله تعالى -بعد كلام له جميل حول هذا الموضوع:

»...فإذا أراد الله بعبد خيراً أقام في قلبه شاهداً يعاين به حقيقة الدنيا

والآخرة، ويؤثر منهما ما هو أولى بالإيثار «

 5- إدراك أن الدنيا لا يقوم عليها ميزان التفاضل في الدار الآخرة، بل ذلك يقوم على التقوى فمن أكرمه الله وفقه لطاعته والإيمان به ومحبته ومعرفته

والدعوة إليه وتحمل الأذى في سبيله، ومن أهانه سلبه ذلك قال يحيى بن معاذ - رحمه الله -: » لا يوزن غداً الفقر والغنى وإنما يوزن الصبر والشكر « ، وقال ابن القيم - رحمه الله - ناقلاً عن شيخ الإسلام ابن تيمية: » ولا يقع التفاضل بالغنى والفقر بل بالتقوى، فإن استويا في التقوى استويا في الدرجة «

 وبالتالي فلا غضاضة على العبد أن يكون فقيراً في هذه الدنيا إذا كان الفقر لا يعني دناءة المنزلة عند الله - عز وجل -، بل إن لله أولياء من خلقه شعثاً غبراً مدفوعين في الأبواب كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (رب أشعث مدفوعاً في الأبواب لو أقسم على الله لأبره) ، وكما قال - صلى الله عليه وسلم - للصحابة حين مر رجل من أشراف الناس فقالوا: هذا والله حري إن خطب أن ينكح، وإن شفع أن يشفع، ومر رجل من فقراء المسلمين فقالوا هذا حري إن خطب أن لا ينكح، وإن شفع أن لا يشفع، وإن قال أن لا يسمع لقوله فقال - صلى الله عليه وسلم - (هذا خير من ملء الأرض من هذا)

6- حتى تكون راضياً مطمئناً:

 من أجل أن يخفف الداعية عن نفسه القلق الناتج عن المعاناة من قلة ذات اليد، وينقلب توتره وضجره إن كان موجوداً إلى هدوء واطمئنان ورضا، عليه التأمل فيما يأتي:

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته