أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة الثامنة والثمانـــــــون بعد المائــــة في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثامنة والثمانون بعد المائة في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

* شكر الله والناس ضمان لاستمرار العطاء :

ولذلك فواجب المسلم شكر الله تعالى على نعمه الكثيرة، وهو سبحانه القائل: "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها"، وشكر الإنسان لخالقه يكون في كل الأحوال، فهو يشكره على ما يراه هو نعمة من الخالق، كما يجب عليه أن يشكره حتى ولو كان ما حل به في نظره امتحاناً وبلاء، ولذلك قال

بعض الصالحين: (يا من منعه عطاء، وبلاؤه نعماء) .

ولأن الإنسان جُبل على عدم الشكر والجحود والتنكر لأهل الفضل، كما أخبر القرآن الكريم في قول الحق سبحانه: "وقليل من عبادي الشكور"، فقد خص الله سبحانه بعض الأنبياء بفضيلة الشكر، فقال في إبراهيم عليه السلام: "شاكراً لأنعمه"، وقال في نوح: "إنه كان عبداً شكوراً" .

الشكر . . والصبر:

لكن أيهما أفضل للإنسان وأكثر أجراً وثواباً . . الشكر، أم الصبر؟

يقول د .بسطويسي: قال بعض المتصوفة، الشكر أفضل من الصبر، لأن الصبر حبس للنفس على مسالمة البلاء، والشكر ألا يلتفت الإنسان المبتلى إلى البلاء، بل يراه من النعماء، فمن صبر فقد ترك إظهار الجزع، ومن شكر فقد تجاوز إلى إظهار السرور بما جزع له الصابر، والصبر، هو ترك العمل السيئ، والشكر إظهار الفعل الحسن، وليس من ترك قبيحاً كمن فعل حسناً وجميلاً، ولذلك وعد الحق سبحانه بالجزاء الأوفى للشاكرين فقال: "وسنجزي الشاكرين" . فالشكر الذي هو المجازاة على الإحسان والثناء الجميل على من يقدم الخير قد طلبه الحق سبحانه حتى من أنبيائه .

الله . . الوالدان . . الناس :

والشكر كما يقول د . طه حبيشي أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بكلية أصول الدين بالأزهر أنواع:

* شكر الله تعالى: فالمسلم يشكر ربه على نعمه الكثيرة والمتنوعة، وهو سبحانه القائل في كتابه العزيز: "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها"، ولا يكفر بنعم الله إلا كل جاحد، يقول عز وجل: "فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون"، ويقول سبحانه: "يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون"، وهو القائل: "قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون"، والقائل: "وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون"، والقائل: "ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون" .

وشكر الله يتحقق كما يقول د . حبيشي بالاعتراف بنعمه الكثيرة والتحدث بها، واستخدامها في طاعة الله، وقد قال سبحانه: "وأما بنعمة ربك فحدث"، وقال صلى الله عليه وسلم: "التحدث بنعم الله شكر، وتركها كفر، ومن لا يشكر القليل لا يشكر الكثير، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله"، وقال صلى الله عليه وسلم في حديث آخر: "إن الله ليرضى من العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها"، وقال صلى الله عليه وسلم أيضا: "إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده"، وقال عمر بن عبد العزيز: "تذكروا النعم فإن ذكرها شكر" .

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته