أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة السادسة والثمانـــــــون بعد المائــــة في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

السادسة والثمانون بعد المائة في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

* النظرة المجتمعية للعطاء وعلاقتها بتعميق الأثر المجتمعي للعمل الخيري :

ويعتبر الإصلاح الاقتصادي في عام ١٩٧٨م نقطة التحول في النظرة المجتمعية للعطاء الخيري في المجتمع الصيني لينهج النهج المؤسسي للعطاء. فوجدت الصين نفسها كدولة حديثة تحتاج لطريقة للربط بين الجهود العامة والخاصة في توفير الخدمات الاجتماعية لمواطنيها وفوائد المشاركة المدنية. وكان من أهم أهدافهم الخيرية هو تحقيق مستوى من الانسجام الاجتماعي وهو مفهوم صيني على وجه الخصوص موجود في معتقدات الكونفوشيوسية مع تركيز محور اهتمام الاعمال الخيرية حول دعم التعليم. و نتيجة لذلك كان للمنظمات غير الربحية دور فعال في تشكيل الضغط لإحداث تحولات سياسية و اقتصادية في الصين، و التي تتمثل في نشاطاتها من أجل التحول الديمقراطي من خلال نشر القيم الديمقراطية. 

فمن خلال استعراض النظرة المجتمعية للعطاء لمجتمعات يختلف تكوينها المجتمعي

 تبين أن مفهوم العطاء كتقليد ديني اجتماعي هو المفهوم السائد في معظم المجتمعات والذي يختلف في نهجه تجاه المجتمع كالمجتمعات الإسلامية والعربية، واليهودية، أو الأسرة كما هو الحال في المجتمع الصيني. ورغم أن دافع الدين يعتبر عامل قوي في تشكيل النظرة المجتمعية للعطاء، الا أن هناك تغييرات تطرأ على البيئة الاجتماعية من الممكن أن تكون اجتماعية، اقتصادية أو سياسية، قد تلعب دور كبير في احداث تغيير في المفهوم المجتمعي للعطاء والذي يزيد من حاجة المجتمعات لمنظمات خيرية/غير ربحية تحدث بدورها المؤسسي تحولات اجتماعية، اقتصادية وسياسية كالتحولات السياسية الديمقراطية في المجتمع الصيني. ولاسيما البعض من هذه التغييرات الطارئة على البيئة الاجتماعية قد شكل خاصية لمفهوم العطاء تتمثل في "أزمة الثقة" من المانحين تجاه المنظمات الخيرية واتضحت في مجتمعات مثل المجتمع الصيني والتي كانت نتيجة انعدام الشفافية، وفي المجتمع العربي الإسلامي والناتجة عن بعض الظواهر السياسية مثل الإرهاب. ورغم اختلاف مسببات نشأتها الا أنها أدت لنتيجة مشابه في المجتمعين وهي تلاشي ثقافة العطاء في هذه المجتمعات لفترة ما.

ففي مثل هذه المجتمعات، نحتاج الى تبني آليات لتكريس ثقافة العطاء الخيري في المجتمع لإحداث تغيير إيجابي مجتمعيا من خلال تمكين المنظمات الخيرية من ابراز دورها المساند للحكومة.  كما أن تقدم وتطور المجال الأكاديمي المختص في دراسات القطاع الغير ربحي سيلعب دور أساسي في اعداد الكوادر المؤهلة للعمل في هذا القطاع عن طريق بناء كليات وبرامج متخصصة في دراسات العمل الخيري. أضف الى ذلك تبني المنظمات الخيرية التغير التدريجي في مفهوم العطاء الاجتماعي من منظور مساعدة المحتاجين والذي يقتصر على حل القضايا على المدى القصير الى المنظور المؤسسي المرتكز على مبدأ الاستدامة وقيام المنظمات الخيرية الإسلامية والعربية بالتعريف عن أهدافها وانشطتها لتحقيق الهدف التنموي من الأعمال الخيرية وبذلك تحقيق أثر مجتمعي أعمق للدور الذي تؤديه المنظمات من أعمال خيرية.

[ الأنترنت -  موقع مداد - النظرة المجتمعية للعطاء وعلاقتها بتعميق الأثر المجتمعي للعمل الخيري - بقلم: أ. ابتهال الطلحي ]

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته