أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة الرابعة والثمانـــــــون بعد المائــــة في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الرابعة والثمانون بعد المائة في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

* النظرة المجتمعية للعطاء وعلاقتها بتعميق الأثر المجتمعي للعمل الخيري :

ولم يقتصر العطاء الخيري في المجتمع اليهودي على مجتمعاتهم فحسب بل أيضا شمل تأثيرها ودعمها قضايا عالمية مثل الفقر، المجاعة، منع انتشار الأوبئة والعنف، التشرد، ودعم التعليم مثل ما تقدمه المنظمة اليهودية لتنشئة المراهقين من دعم مالي وبرامج توعوية لهذه القضايا داخل وخارج المجتمع اليهودي، و التي تمثلت جهودها في إعادة بناء المدن، مساعدة الشعوب الفقيرة في الحصول على الماء والغذاء بإقامة مشاريع خيرية في تلك الدول وتقديم المساعدات الطبية.

وبالتالي يمكن القول إن النظرة المجتمعية للعطاء في المجتمعات اليهودية ساهمت بشكل كبير فيتعميق أثر الأعمال الخيرية في المجتمع اليهودي. فقد كشف تقرير تقييم الأثر المجتمعي لأنشطة وبرامج أحد المنظمات الخيرية اليهودية "منظمة شباب المجتمع اليهودي"، أن ٩٥٪ من خريجي برامجها تعززت أكثر لديهم الهوية اليهودية، القدرة القيادية والمهارات اللازمة لجعل العمل الخيري أكثر فعالية للارتقاء بمجتمعهم. فمنهجية المنظمات الخيرية اليهودية المبنية على العمل المؤسسي و بناء كوادر متخصصة في مجال العمل الخيري جميعها عوامل تزيد من تعظيم دور الاعمال الخيرية في تنمية المجتمع و احداث أثر و تغيير إيجابي.

أما فيما يخص ثقافة العطاء الخيري في المجتمعات الشيوعية مثل الصين، فيبدو للبعض أن العمل الخيري هو ظاهرة جديدة في المجتمع الصيني خاصة وأن الصين احتلت المرتبة الأخيرة في ترتيب الدول الأكثر عطاء لعام ٢٠١٦ بحسب مؤشر العطاء العالمي. ولكن في الواقع، الصين لديها تاريخ في الاعمال الخيرية. فالعطاء أو فعل الخير بالنسبة لكل من الديانة الكونفوشيوسية والبوذية، تقليد أساسي يحظى بتقدير وقيمة كبيرة ولكن عانت من الركود لفترة بعد الثورة الشيوعية عندما أُغلقت المبادرات الخيرية الخاصة والمنظمات غير الحكومية وطلبت من المنظمات الخيرية الأجنبية مغادرة البلاد.

ففي فترة ما قبل القرن التاسع، كانت تعتمد الأنشطة الخيرية إلى حد كبير على الدين كدافع للعطاء من خلال المعابد. ولكن منذ منتصف القرن التاسع، أصبح للحكومة دوراً رئيسياً في تمويل المؤسسات الخيرية فقد أظهر عدد من الصينيين البارزين، في أوائل القرن العشرين خلال فترة ما قبل الشيوعية، مبادرات سخية. فعلى سبيل المثال، كان رئيس وزراء جمهورية الصين الأسبق شيونغ شيلينغ رائداً للأعمال الخيرية الصينية الحديثة من خلال المساهمة في إنشاء مؤسسات خدمات تعليمية وإنسانية لمواجهة الكوارث الطبيعية والغزو الياباني. كما قامت مجموعة من المؤسسات والمبشرين الغربيين بتقديم نماذج أعمال خيرية على الطراز الأمريكي في الصين، بما في ذلك مساهمة مؤسسة روكفلر في الطب.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته