أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة الثانية والثمانـــــــون بعد المائــــة في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثانية والثمانون بعد المائة في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

* النظرة المجتمعية للعطاء وعلاقتها بتعميق الأثر المجتمعي للعمل الخيري :

ففي المجتمع السعودي على سبيل المثال، اشارت إحصائيات لدراسة أجريت حول أسباب تضاؤل انتشار ثقافة العطاء في المجتمع السعودي، أن ٦٧٪ أكدوا أن السبب وراء ذلك يكمن في عدم وجود تغطية إعلامية لأهداف المؤسسات الخيرية وأنشطتها و٧٥٪ لعدم وجود برامج إعلامية توضح أهمية العمل التطوعي، بينما أشار ٧٣.٤٪ الى قلة تركيز المناهج الدراسية على مفاهيم العطاء والتطوع منذ الصغر. فجميع هذه العوامل من قلة وعي الشباب بأهمية التطوع، غياب التوعية الإعلامية بدور المشاركة في العطاء، وانخفاض مستوى اهتمام المؤسسات التعليمية في ترسيخ مفاهيم العطاء والعمل التطوعي في المناهج الدراسية جميعها عوامل أدت لقلة تأثير الأعمال الخيرية في المجتمعات العربية والمجتمع السعودي على وجه الخصوص.

لطالما كان للنظرة المجتمعية للعطاء السائدة حاليا في المجتمعات الإسلامية والعربية تأثير كبير على تأسيس المنظمات الخيرية والغير ربحية والتي تؤدي دور فعال في مجتمعاتنا العربية من حيث التأثير في السياسات العامة، عمليات الإصلاح السياسي، وتقديم الخدمات الإغاثية في أوقات الكوارث والحروب. أضف الى ذلك نقص التطور والنمو الأكاديمي في مجال القطاع غير الربحي وإدارة المنظمات غير الربحية والذي يعد من أبرز هذه التأثيرات التي أدت الى قلة الكفاءات والإحصائيات التي تقيس أداء المنظمات والمؤسسات الخيرية وبالتالي تراجع الأثر المجتمعي لجهود هذه المنظمات الخيرية، لذلك تطوير أداءها وآلياتها مسألة ضرورية لتمكين صناع القرار من حصر القضايا والمسائل المجتمعية التي تحتاج لمعالجة في المجتمعات الإسلامية والعربية. بالإضافة الى تطوير هيكلة واسهامات المنظمات والمؤسسات الخيرية من أجل تحقيق أثر أعمق للخدمات المجتمعيةالتي تقدمها. وعلى الرغم من أن مستوى العطاء وفاعلية أداء المنظمات الخيرية في المجتمعات العربية أقل منه في المجتمعات الغربية، الا أنالتقرير السنوي العاشر عن التطوع للشبكة العربية للمنظمات الأهلية العربية الصادر عام ٢٠١٢ أكد بأن المنظمات الأهلية في المجتمع العربي أصبحت تشكل الضلع الثالث من أضلاع التنمية الى جانب القطاع الحكومي والخاص والذي يجعل منها قوة اقتصادية من ناحية حجم الانفاق في المشاريع الخاصة بها. و هذا دليل على بداية تحول مفهوم العطاء في المجتمعات العربية من مفهومها الإنساني المقتصر على تقديم المساعدة فقط الى العمل المؤسسي المبني على نظم و نظريات تدعم من دوره الفعال في التنمية.

ونظرا للإطار السياسي والاجتماعي للمجتمعات العربية من نظم سياسية غير مستقرة، عهود من الاحتلال، النمو السكاني، ارتفاع نسبة البطالة بالإضافة الى نسب الهجرة المتزايدة وخاصة ذوي الكفاءات، تفاقمت حاجة المجتمعات العربية الى مختلف أشكال العطاء وزادت ضرورة تحول مفهوم العطاء لعمل مؤسسي منظم من خلال إنشاء العديد من منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الخيرية.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته