أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة الثالثة والسبعـــــــــون بعد المائــــة في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثالثة والسبعون بعد المائة في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

*قواعد وفوائد في الأموال من كلام ابن تيمية :

الثانية: يجب قسم الأموال بالعدل

ويجب على ولاة الأمور أن يقسموا المال بين الناس بالعدل، وبما يحقق المصلحة العامة والخاصة، ولا يجوز لهم أن يقسموها بالهوى والتشهي كما يقسم الشخص ماله الخاص، حيث له الحرية في توزيع ماله على من يشاء إن لم يكن فيه حرمة بتبذير أو إسراف؛ وذلك لأن ولاة الأمور هم أمناء ووكلاء وليسوا مُلَّاكاً للأموال.

 قال شيخ الإسلام في "السياسة الشرعية" (ص: 26):" وليس لولاة الأمور أن يقسموها بحسب أهوائهم، كما يقسم المالك ملكه، فإنما هم أمناء ونواب ووكلاء، ليسوا مُلاَّكا؛  كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني -والله- لا أعطي أحداً، وَلَا أَمْنَعُ أَحَداً؛ وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ أَضَعُ حيث أمرت) رواه البخاري

فهذا رسول رب العالمين قد أخبر أنه ليس المنع والعطاء بإرادته واختياره، كما يفعل ذلك المالك الذي أُبيح له التصرف في ماله، وكما يفعل ذلك الملوك الذين يعطون من أحبوا ويمنعون من أبغضوا، وإنما هو عبد الله، يقسم المال

 بأمره، فيضعه حيث أمره الله تعالى" انتهى.

الثالثة: والقسم بالعدل يكون بالابتداء بالأهم فالأهم

المصارف المالية ينظر فيها إلى الأنفع فالأحوج، فيبدأ بمن لهم النفع العام المتعدي، ويترتب على وجودهم حماية بيضة المسلمين، فيبدأ بالمجاهدين ودعمهم والإنفاق على أهلهم، ثم بمن يليهم وهكذا.

قال شيخ الإسلام في "السياسة الشرعية"(ص: 42): "وأما المصارف: فالواجب أن يبدأ في القسمة بالأهم فالأهم من مصالح المسلمين العامة: كعطاء من يحصل للمسلمين به منفعة عامة. فمنهم المُقاتلة: الذين هم أهل النصرة والجهاد، وهم أحق الناس بالفيء، فإنه لا يحصل إلا بهم؛ حتى اختلف الفقهاء في مال الفيء: هل هو مختص بهم، أو مشترك في جميع المصالح؟ وأما سائر الأموال السلطانية فلجميع المصالح وفاقاً، إلا ما خص به نوع، كالصدقات والمغنم. ومن المستحقين ذوو الولايات عليهم: كالولاة، والقضاة، والعلماء، والسعاة على المال: جمعاً، وحفظاً، وقسمة، ونحو ذلك؛ حتى أئمة الصلاة والمؤذنين ونحو ذلك.

وكذا صرفه في الأثمان والأجور، لما يعم نفعه: من سداد الثغور بالكراع، والسلاح، وعمارة ما يحتاج إلى عمارته من طرقات الناس: كالجسور والقناطر، وطرقات المياه كالأنهار.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته