أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة الثالثة والستـــــــــون بعد المائــــــــة في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثالثة والستون بعد المائة في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

* عطاء المخلصين :

ألزم الإسلام الغني والقادر بتقديم العون للفقير المحتاج بما يؤدي إلى التماسك بين أفراد المجتمع ونشر المحبة والمودة بينهم، فاللَّه سبحانه مالك المال ورزاق العباد به، وهو الذي يجزي المتصدقين خيرا في الدنيا والآخرة، حيث يقول سبحانه: (وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ) ويقول عز وجل: (وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُم) وجاء في الحديث القدسي يا ابن آدم أنفق أنفق عليك، وهذا الوفاء والجزاء لا يكون بالمثل بل يضاعف بفضل اللَّه وكرمه فيقول سبحانه (إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ) .

وذلك لأن المتصدق يتعامل مع اللَّه فيقول سبحانه (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ)، ويقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إن الصدقة تقع في يد اللَّه عز وجل قبل أن تقع في يد العبد، كما أن اللَّه سبحانه بكرمه جعل ثواب الصدقة التي يدوم نفعها مستمرا للإنسان حتى بعد موته، كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام إذا مات ابن آدم

انقطع عمله إلا من ثلاث: وعَّد منها الصدقة الجارية .

وباب الصدقات متسع في أنواعه كما يقول الرسول عليه الصلاة والسلام كل معروف صدقة، والمعروف هو كل خير أو عمل طيب يقدمه الإنسان للآخرين وهذا مقدور عليه لكل إنسان، فإن كانت الصدقة في الأصل بالمال فأي قدر منه يمكن للإنسان التصدق به مقبول عند اللَّه حتى نصف التمرة كما قال عليه الصلاة والسلام: اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم يجد الإنسان المال ليتصدق به فهناك أنواع أخرى من المعروف يقدمها للناس بيَّن بعضها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في قوله على كل مسلم صدقة، قالوا: فإن لم يجد: قال: فليعمل بيده فينفع نفسه ويتصدق، قالوا: فإن لم يستطع أو لم يفعل، قال: فيعين ذا الحاجة والملهوف قالوا: فإن لم يفعل، قال: فيأمر بالخير أو بالمعروف، قالوا: فإن لم يفعل، قال: فيمسك عن الشر فإنه له صدقة، ثم يتسع باب الصدقات في أعمال أخرى منها الكلمة الطيبة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم الكلمة الطيبة صدقة وتعليم العلم صدقة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم أفضل الصدقة أن يتعلم المرء المسلم علماً ثم يعلمه أخاه المسلم .

وهكذا نجد أن الإسلام وسع باب الخير بالصدقات ليكون كل أفراد المجتمع في حالة عطاء مستمر للآخرين، ما يعمل على نشر المودة والمحبة، ويحرص الإسلام على نشر ذلك أولا بين أفراد المجتمع الصغير ممثلا في الأهل والأقارب ويجعل الثواب مضاعفاً فيقول سبحانه وتعالى (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ)، ويقول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام الصدقة على المسكين صدقة وعلى القريب اثنتان، صدقة وصلة رحم، ويقول صلوات الله وسلامه عليه ابدأ بنفسك فتصدق عليها فإن فضل شيء فلأهلك فإن فضل شيء فلذي قرابتك فإن فضل شيء عن ذي قرابتك شيء فهكذا وهكذا .

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته