أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة السادسة والخمســـــــــون بعد المائــــة في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

السادسة والخمسون بعد المائة في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

*النخل رمز الكرم والعطاء الإلهي :

فالحاجة ماسَّة لتنظيم عمليَّة تصدير وتبادُل "الفسائل" بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مع بقيَّة دول العالم العربي التي تَجُود أراضيها بعَطاء النخيل وبما يضمن استمرارَها، ويجب أنْ تُعطَى الأولويَّة الآن لقِيام مركز أبحاثٍ حديثٍ يُشرِف على عمليَّة تطوير زراعة النخيل، خاصَّة وأنَّ

العلم قد تقدَّم بشكلٍ كبير في هذا المجال.

ويمكن تشبيه النخلة بالإنسان؛ فهي ذات جذع منتصب، ومنها الذكَر والأُنثى، وإنها لا تُثمِر إلا إذا لُقِّحتْ، وإذا قُطِع رأسها ماتتْ، وإذا تعرَّض قلبها لصدمةٍ قويَّة هلكتْ، وإذا قُطِعَ سعفها لا تستطيع تعويض مفاصله، والنخلة مُغشَّاة بالليف الشبيه بشَعرِ الجسم في الإنسان أيضًا، وهناك نخلةٌ تحمل أزهارًا ذكرية وتُسمَّى النخلة الذكَر أو الفحل، ونخلة أخرى تحمل أزهارًا أنثوية وتُسمَّى النخلة الأنثى وهي التي تُثمِر، فشجرة النخل صِنوان، ولقد وُجِدَ بالملاحظة أنَّ رأس الشجرة الفحل يكون عادةً كبيرًا، وكثيفَ السعف، أمَّا كربها فتكون عريضة وجذعها غليظًا، أمَّا الشجرة الأنثى فيكون رأسها في الأغلب صغيرًا ومتناسقًا، وجذع الأنثى رشيقًا باسقًا.

ولكي تُثمِر الشجرة الأنثى يجبُ تلقيح أزهارها الأنثويَّة بحبوب اللقاح الموجودة في الأزهار الذكريَّة عندما تتفتَّح الأكمام وينشقُّ غلافه الخارجي، وهناك طرقٌ مختلفة لإجراء عمليَّة التلقيح، إمَّا صناعيَّة أو طبيعيَّة.

ومن الطُّرق الطبيعيَّة للتلقيح نقلُ حُبوب اللقاح بواسطة الرِّياح؛ قال –

تعالى -: ﴿ وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ ﴾ [الحجر: 22]، وكذلك نقلُ حبوب اللقاح بواسطة الحشرات كالنحل وغيره.

أمَّا التلقيح الجيِّد فيتمُّ بواسطة الإنسان وبطُرُقٍ صناعيَّة مُبتَكرَة، وتتطوَّر باستِمرار، ويتكاثَر النخيل إمَّا:

1- بطريقة النوى (زرع البذور)، وهي طريقة غير جيدة وتتأخَّر من 12 - 15 سنة.

2- بطريقة الفسائل، والفسيلة هي خلفة كوَّنها شجرة النخيل الصغيرة في

العمر، وتكون قُرب جِذع النَّخِيل أو حولَه، والنخلة تُنتِج تلك الفسائل أو

 الفراخ عندما يكون سنُّها ما بين 6 - 12 سنة.

3- طريقة التكاثر الخضري.

لقد أثبتت التجارب أنَّ زراعة سعف من شجرة النخيل البالغة في وسط غذائي معيَّن وتحت ظروف مناسبة، يمكن أنْ تساعد على نموِّ حُبَيبات كرويَّة داخل أنسجة السعفة، وعند بلوغ تلك الحبيبات صفات معيَّنة وحجمًا مناسبًا تنقل إلى وسطٍ غذائي مناسب، فتنتج بعضها ما يُسمَّى كنبًا Callus، ثم تزرع تلك الكنب في وسط غذائي مناسب فتنمو، وبعد بلوغها

 صفات معيَّنة تنقل إلى التربة فتنمو وتُصبِح فيما بعدُ شجرة نخيل.

حقًّا إنها شجرة الأرض العربيَّة الطيِّبة، وعلينا أنْ نُعِيد لشجرة النخيل قِيمتَها الغذائيَّة والصناعيَّة؛ فالنخلة رمز الإيثار والعطاء والاستمراريَّة، إنها تُمثِّل عطاء جيلٍ لآخَر، إنها الروح، والوعد، والعطاء، إنها فاكهة وغذاء ودواء وشراب وحلوى، إنها خير البلاد ومادَّة الحياة وعماد التجارة - كما قيل - فعلينا أنْ نهتمَّ بها لأنها جزءٌ من أنفسنا، واهتمامنا بها اهتمامٌ بماضينا وحاضرناومستقبلنا.

[ الأنترنت – موقع الألوكة  - النخل رمز الكرم والعطاء الإلهي د. عبدالفتاح مصطفى ] الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته