أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة الرابعة والخمســـــــــون بعد المائــــة في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الرابعة والخمسون بعد المائة في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

*النخل رمز الكرم والعطاء الإلهي :

وجاء في الكتب التي تُحصِي النخيل أنَّ عدد نخيل العالم 88.5 مليون نخلة موزعة على الشكل التالي:

40 مليون نخلة في العراق، 10.5 مليون نخلة في الجزائر، 10.5 مليون نخلة في إيران، 10.5 مليون نخلة في السعودية، 9 ملايين نخلة في ليبيا، 8 ملايين نخلة في مصر، 2 مليون نخلة في الهند، 2 مليون نخلة في بلوخستان، مليون نخلة في المغرب، 0.5 مليون نخلة في أمريكا، 0.5 مليون نخلة في إفريقيا.

وفي سيناء وحدَها مليون نخلة تتركَّز في مدينة الشيخ زويد ورفح وبئر العبد ورابعة ورمانة، والغريب أنَّ غابات النخيل بمنطقة المساعيد بمدينة العريش تبعد 10 أمتار عن شاطئ البحر المالح، وهي معجزة إسلامية؛ حيث إنَّ هناك نظرية زراعية توجد المياه العذبة مع النخلة، وفي تلك المنطقة التي سمَّاها الفاتح العربي عمرو بن العاص (المساء عيد) بمناسبة فتحه مصر، وعسكر جنوده العَطشَى، فحفروا فخرجت مياه عذبة، وتُسمَّى حتى اليوم بالتميلة، وكان أبناء سيناء وحتى عام 67 يشربون منها ويطهون ويغسلون ملابسهم، ويقال: إنَّ بركة الفتح هي سبب انتشار النخيل في تلك المنطقة، وهي حتى اليوم مَزارٌ دِيني.

ويَخاف السيناوي من قطع شجرة النخيل، بل ينظُر لها بنوعٍ من التكريم، وتعيش النخلة عمرًا طويلاً إذا قِيستْ بعمر الإنسان؛ فهي تعيشُ لأحفادِ الأحفاد، وتُزرَع في سيناء على شكل موارس، وهي من نوعي الجياني والمجهل، والأولى كبيرة وأكثر جودةً في التسويق المحلي والعالمي، وتُزرَع بواسطة زارعي النخل المتخصِّصين عن طريق النواة، أو عن طريق الفسائل وتُسمَّى العلول، وكل نخلة تبعد عن الأخرى 6 أمتار، وتحتاج التسميد كلَّ عامين تقريبًا، ولكن بعد أنْ قلَّتْ قيمتها الاقتصادية، وانتشر العمران، وأهملت ثروة النخيل في كلِّ أنحاء مصر، خصوصًا أنها تحتاج لمتخصِّصين في تقليم الجريد والزيادات من النخلة لتهذيبها وزيادة طرحها، ورغم انتشار النخيل الجديد المهجَّن القادم من إسرائيل والذي ينتج في العام التالي - إلا أنَّ الخوف كلَّ الخوف أنْ يحمل تهديدًا لنخيلنا البلدي الأصلي، والذي يحتاج من كلِّ المسؤولين بوزارة الزراعة والري والمرافق والتعمير إلى تكثيف مشاتله والانتقاء لنوعيَّاته، وإحْلاله في كلِّ الطرق والحدائق العامَّة والخاصَّة، هو وكلُّ الأشجار المثمرة الأخرى من برتقال وليمون ومانجو وتفاح... بدلاً من تلك الأشجار العقيمة عريضة الورق كثيرة الفروع، والتي انتشرت بشكلٍ واسع وكبير، وتأخُذ نفس العناية من المياه والري والتقليم، فلماذا لا تعودُ لأشجارنا المثمرة مكانتها بروائحها العَطِرَة وبعطائها الدائم صيفًا وشِتاء؟!

التراجُع في الدخول النفطيَّة يتطلَّب تخطيطًا متكاملاً لاستِزراع ملايين النخيل في الأراضي العربية

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته