أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة السابعة والأربعــــون بعد المائــــة في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

السابعة والأربعون بعد المائة في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

*عطاء المرأة :

كما ورد عن عائشة رضي الله عنها قالت: إن زينب - بنت جحش بن رئاب

 أم المؤمنين رضي الله عنها - كانت تغزل الغزل وتعطيه سرايا النبي صلى الله عليه وسلم - يخيطون به ويستعينون به في مغازيهم

كذلك كانت النساء يبعثن في المغازي - وخاصة تبوك - كل ما يملكن من أشياء لجهاز المسلمين مثل المسك والمعاضد، والخلاخل، والأقراط، والخواتم... إلخ

فقد ورد عند ابن عساكر أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إلى القبائل وإلى مكة يستنفرهم على عدوهم... ويأتي الرجل بالنفقة فيعطيها بعض من يخرج حتى أن النساء كن يُعنّ بكل ما قدرن عليه. حتى قالت أم سنان الأسلمية رضي الله عنها: لقد رأيت ثوبا مبسوطا بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة رضي الله عنها فيه: مسك، ومعاضد، وخلاخل، وأقرطة، وخواتيم، وقد ملئ مما بعث به النساء يعنّ به المسلمين في جهازهم والناس في عسرة شديدة

وبذلك كانت المرأة لا تترك صغيرة ولا كبيرة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلا لتشارك فيها، حتى أنها شاركت بنفسها في كل مجالات الحياة ومنها الجهاد في سبيل الله

كذلك من العطاء أن تقوم المرأة والأم بالاتصال بدور الأيتام والمعاقين والعجزة والمسنين وغيرها من الدور والمؤسسات الاجتماعية والعلاجية لتمنحهم ما يفيض عن وقتها بعد أن يكبر أولادها ويبدؤوا في الاستقلال عن الأسرة سواء بالعمل أو الزواج أو غير ذلك من الأمور التي تقتضي منهم الاهتمام بحياتهم الخاصة، ومن خلال هذا العطاء تستطيع المرأة أن تعطي للمجتمع الخدمات التي يرجوها منها دون مقابل، كما ينبغي أن تحفز أبنائها وجيرانها وبنات جنسها على المساهمة في هذا العطاء شكرا لله تعالى على نعمه عليها وعليهم، وابتغاء وجه الله تعالى.

وتختلف صنوف العطاء ما بين المساهمة مادياً، أو زيارات خاصة لصالح هؤلاء الناس الذين يحتاجون لاهتمام المجتمع بهم، أو بالجهد للارتقاء بالمستوى الخاص بالعناية بهم للوصول إلى المستوى المطلوب والمنشود لمثل حالاتهم. وهناك أيضا إقامة الأسواق الخيرية لصالح المؤسسات الاجتماعية، ومن الممكن أن تساهم فيها الأم بأعمال منزلية أو فنية حتى تعرض للبيع لصالح هذه المؤسسات، كما تشجع أبناءها على الاشتراك والمساهمة في هذه الأعمال الخيرية كل حسب طاقته وقدرته. أو المساهمة بشراء بعض البضائع وعرضها في هذه الأسواق ليعود ربحها لصالح هذه المؤسسات.

كذلك تحتاج المستشفيات، سواء أكانت مستشفيات عامة أم متخصصة إلى المساهمة أيضًا في استمرار خدماتها سواء بالجهد أو المال أو شراء أجهزة أو أدوات جراحية أو طبية، أو الأدوية الخاصة بالمرضى لصالح هذه المستشفيات والمرضى الذين يترددون عليها دون أن يجدوا كافة احتياجاتهم لديها.

كذلك قد تساهم الأم بإقامة دور للحضانة الخاصة للأمهات في حاجة إلى استضافة أطفالهن لحين رجوعهن من أعمالهن أو لظروف خاصة أو طارئة، أو لأمهات يردن تدريب أطفالهن على حياة المدرسة قبل التحاقهم بها، وفي هذا الدور تكمن التربية الإسلامية الصحيحة للطفل حيث يُعتَنَي بالأطفال عناية كاملة ويدربون على القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ونبذة عن سيرته العطرة وسيرة صحابته، مع منح الطفل الفرصة لممارسة الألعاب الرياضية والتدريب على الرسم وبعض الأمور التي تتناسب مع طفولتهم الأولى.

ومن العطاء أيضًا للمجتمع أن تحافظ الأم على مقدار استهلاكها للمياه والإنارة والمواد الاستهلاكية داخل بيتها - فإن ذلك يعود بصورة أو بأخرى إلى المجتمع ويكلفه في حالة الإسراف في ذلك المليارات من النقود والجهد.. وغير ذلك من ألوان العطاء الذي يرقى به المجتمع مثل الحرص على عدم إفساد الطريق أو اقتلاع الشجر أو الزرع والزهور أو ترك الأبناء يعبثون

في ممتلكات الدولة دون رادع لهم.

إلا أن أهم عطاء - كما ذكرنا - هو قيام الأم بمنح مجتمعها وأمتها الإسلامية رجالاً ونساء أفاضل صالحين منتجين متمسكين بدينهم وشريعتهم الغرّاء، متعلمين ناشئين على الخلق القويم والالتزام بالكتاب والسنة، فهم في النهاية ثمرة طيبة في مجتمع طيب، تغرس فيه الأم ثمرتها فتنبت الخير كل الخير للفرد، والأسرة والمجتمع بما ينفعهم وينفع أهلهم ومجتمعهم. [الانترنت – موقع شبكة الألوكة  - عطاء المرأة - د. سامية منيسي]

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته