أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة السادسة والأربعــــون بعد المائــــة في موضـــوع المعـــطي
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة
السادسة والأربعون بعد المائة في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :
*عطاء المرأة :
هذا، وقد كانت النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يحرصن على ارتياد المساجد وحضور الصلوات في الجمع والجماعات ليتعلمن عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما وردت أحاديث عديدة في حث النساء على الخروج لتلقي العلم والصلاة في المساجد، وكذلك حث الرجال على السماح لهن لذلك؛ كما كن يستعير بعضهن ثياب بعض لحضور صلاة الجمع والجماعات وخاصة العيدين، فقد ورد عن أم عطية عن النبي صلى الله عليه وسلم قالت: "أُمرنا أن نخرج الحيَّض يوم العيدين وذوات الخدور، فيشهدن جماعة المسلمين ودعوتهم ويعتزل الحيض عن مصلاهن، قالت امرأة: يا رسول الله، إحدانا ليس لها جلباب، قال: "لتلبسها صاحبتها من جلبابها". ويعقب الإمام النووي على الحديث في شرح صحيح مسلم بقوله: الصحيح أن معناه لتلبسها جلبابها لا يحتاج إلى عارية، وفيه الحث على حضور العيد لكل أحد وعلى المواساة والتعاون على البر والتقوى. وقيل: الجلباب هو ثوب أقصر وأعرض من الخمار تغطي به المرأة رأسها، وقيل: هو ثوب واسع دون الرداء تغطي به صدرها وظهرها، وقيل: هو الملاءة والملحفة، وقيل: هو الإزار، وقيل: هو الخمار
ولم تكتف المرأة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بذلك بل كان الرسول صلى الله عليه وسلم يخصص لهن يوماً للعلم فيعظهن ويرد على استفساراتهن في أخص أمور حياتهن بما يفهمهن حقيقة دينهن وواجباتهن وحقوقهن.
ومن العطاء داخل المجتمع سواء في مجالات السلم أو الحرب الإنفاق في سبيل الله تعالى على الفقراء والمحتاجين والجمعيات الخيرية المختلفة، وأيضا إذا دعا داعي النفير بصورة أكبر وأوسع وبلا حدود.
ومن القدوات لنا في ذلك أمهات المؤمنين رضي الله عنهن وأيضا صحابيات
رسول الله صلى الله عليه وسلم واللائي كن تلميذات في مدرسة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان وحيا يوحي، وخلقه القرآن، وعطاءه لكل البشر بلا حدود؛ لذلك طبقن كل ما رأينه وسمعنه من رسول الله صلى الله عليه وسلم بتفوق عظيم، بل قمن بتعليمه لمن عاصر الرسول ولم يسمعه في ذلك، وأيضًا للأجيال التالية من التابعين وغيرهم. وفي مجال العطاء داخل المجتمع كانت وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم للمؤمنين والمؤمنات بلا حدود ليكون المجتمع الإسلامي نموذجًا يحتذى لكل أمم العالم بأسره قديمه، حديثه. فقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت"
وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه"
لذلك كان الإنفاق بلا حدود عند أمهات المؤمنين والصحابيات رعاية للجار والمجتمع المسلم بصفة عامة، فقد ورد عن عبد الله بن الزبير قوله: (ما رأيت امرأتين أجود من عائشة وأسماء رضي الله عنهما - وجودهما مختلف. أما عائشة فكانت تجمع الشيء إلى الشيء حتى إذا اجتمع عندها قسمت، وأما أسماء فكانت لا تمسك شيئا.
الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته