أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة الخامسة والأربعــــون بعد المائــــة في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الخامسة والأربعون بعد المائة في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

*عطاء المرأة :

وعن فضل العلماء وما أعد الله لهم من جزاء روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من سلك طريقا يلتمس فيه علما، سهل الله له به طريقا إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم إلا حفتهم الملائكة ونزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده..".

كما ورد عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً إلى الجنة. وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما صنع. وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب. وإن العلماء ورثه الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، إنما ورثوا العلم. فمن أخذه أخذ بحظ وافر".

والعلم والفقه يعصمان الإنسان من الشيطان لأنه يفهم حقيقة دينه بعمق

ويرسخ في داخله هذا الفهم، لذلك ورد عن ابن عباس رضي الله عنه قوله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد".

وطلب العلم أو السعي إليه، كذلك منح العلم لمن لا يعرف هو في سبيل الله، وهذا ما نادى به الإسلام، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من خرج في طلب العلم كان في سبيل الله حتى يرجع". كما ورد حديث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة".

وهذا ينطبق على العلم الديني، وأيضا العلم الدنيوي النافع، فعلى المرأة ألا تترك بابا من أبواب العلم إلا طرقته، وعليها أن يكون عطاؤها في مجال العلم لصالح مجتمعها عطاء بلا حدود ابتغاء وجه الله تعالى.. ومن الأبواب التي تطرقها الأم خارج بيتها لنشر العلم (محو الأمية) لدى الكبار ولصغار، وأيضا من خلال فصول التقوية للطلبة، وخاصة بعد ن صار التعليم يكلف الأهل والأسر مبالغ كثيرة بسبب (الدروس الخصوصية) التي انتشرت بصورة كبيرة. ومن الممكن أن تؤدي (محو الأمية) وما يسمى بـ (فصول التقوية) من خلال تكافل الأسر والجيران بعضهم البعض والسعي لإيجاد أماكن لها عن طريق بيوت الأسر، أو الجوامع، أو المدارس في فترة الصيف (الإجازة الصيفية) حيث تستغل المدارس والجوامع وأيضا المكتبات العامة بطريقة منظمة لاستيعاب أعداد من طلاب العلم في كل مجال متاح لهم ويستوعب فصول التقوية وأيضا محو الأمية.

وقبل كل ذلك ننوه إلى أنه إذا كانت الأم عاملة في مجال التدريس سواء في مراحله الأولى أو المراحل العليا فإنه ينبغي عليها أن تقوم بواجبها تجاه أبناء المجتمع من الطلاب - على أكمل وجه - ابتغاء وجه الله أولا ولصالح مجتمعها والأجيال القادمة ثانيا، فإنها إن أعطت كل طاقتها لأداء واجبها تجاه المجتمع وأبنائه فإنها ستجد من يعطي كل طاقته تجاهها وتجاه أسرتها وأبنائها. وإن قصرت في ذلك فإنها ستجد التقصير تجاهها وتجاه أسرتها وأبنائها بلا ريب في مجالات عديدة.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته