أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة الرابعة والأربعــــون بعد المائــــة في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الرابعة والأربعون بعد المائة في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

*عطاء المرأة :

ومن مجالات العطاء داخل المجتمع: التعليم، وأول ما تبدأ به الأم هو تعليم أبنائها فهم ثمرة جهدها وحياتها ليكونوا أعضاء نافعين في المجتمع. فإذا وصل أبناؤها إلى مستوى تعليمي معقول وأصبحت الأم متفرغة إلى حد ما لعطائها للمجتمع، فعليها أن تقوم بتعليم من لم ينل قسطا من التعليم، ويكون ذلك في إطار (محو الأمية) سواء أكانت هذه الأمية أمية خاصة بالقراءة والكتابة، أم أمية دينية أم ثقافية. والأمية الخاصة بالقراءة والكتابة حينما تمحى وينال الإنسان قسطا من التعليم فإن هذا التعليم يفتح أمامه آفاقا عديدة، منها: معرفة قراءة القرآن الكريم الذي هو نبراس حياة كل مؤمن، ثم معرفة السنة النبوية المطهرة التي نقتدي بها في حياتنا. كما أن التعليم يعرف الإنسان بحقوقه وواجباته كما يعلمه كيفية حماية نفسه من الأضرار التي قد تنتج من جهله ببعض القوانين واللوائح التي تدور حولها التعاملات اليومية والتي قد يقوم بها المنحرفون من أفراد المجتمع، كما أن التعليم بفتح أمام الإنسان آفاق المعرفة لكل مجالات الحياة للإنسان، كذلك فإن التعليم يفتح أمام الإنسان مجالات العمل العديدة، كذلك فرص العطاء والوجود كفرد ضمن هؤلاء الذين يتركون بصمات واضحة داخل مجتمعاتهم. ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة حينما أمر أسرى بدر من المشركين بتعليم عشرة أولاد من المسلمين ممن لم يعرف القراءة والكتابة مقابل فك أسْرهم (أي دية لفك أسرهم).

كذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بتعليم المرأة القراءة والكتابة، ولنا مع أم المؤمنين

 حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنها موقف حينما أمر النبي صلى الله عليه وسلم امرأة من بني عدي من قريش اسمها "الشفاء" أن تعلم حفصة رضي الله عنها القراءة والكتابة.

هذا، والعلم يضفي على الإنسان منزلة سامية قد تفوق أي منزلة أخرى له إذا ما التزم بالأخلاق الفاضلة، ووجهه أولا وأخيرا لسبيل الله جل جلاله، يقول الله تعالى: ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [آل عمران: 18].

ويقول تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28].

ويقول أيضا:﴿ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾ يوسف: 76

هذا، وكلما ارتقى الإنسان في مدارج العلم النافع ارتقت منزلته عند الله، وعند العباد. وكما أن لكل نعمة زكاة، فإن زكاة العلم هي نشره وتعليم من لم ينل منه القسط الوافر أو من حرم منه حرمانا تاما أو كبيرا.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته