أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة الثالثة والأربعــــون بعد المائــــة في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثالثة والأربعون بعد المائة في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

*عطاء المرأة :

إن العطاء سمة عظيمة، وفضيلة من فضائل الإنسان يشكر عليها من الخالق والمخلوق.

والعطاء تتعدد ألوانه وصفاته، فهناك عطاء في مجال الدين لنشر الدين الإسلامي وتصحيح مفاهيم خاطئة بين بعض أفراد المجتمع تجاه ذلك، وعطاء في مجال العلم لمحو الأمية أو الارتقاء بالمستوى الفكري والعلمي والثقافي لأفراد المجتمع، وعطاء في مجال المال والإنفاق في سبيل الله ومساعدة المحتاجين، وعطاء في المجال الاجتماعي لصالح الأفراد والجمعيات المختلفة داخل المجتمع.. إلى آخر ذلك من ألوان العطاء في المجالات العديدة.

وأول مجالات العطاء هو أن تهدي الأم إلى المجتمع أبناء نافعين على قدر عال من الخلق والدين والعلم.

فإن عطاء الأم داخل بيتها وأسرتها هو العطاء الذي لا حدود له والذي دائما يكون دون مقابل. وهنا نقول: على الأم ألا ينحصر عطاؤها ودورها داخل أسرتها فقط، وإنما ينبغي أن يمتد عطاؤها وعطاء أسرتها إلى خارج نطاق الأسرة ليشمل المجتمع بأسره.

فالأسرة هي الخلية والنواة الأولى للمجتمع، وقد منحها المجتمع كل مقومات

الوجود من سكن وطعام وشراب، وتعليم داخل المدارس والجامعات، ومستشفيات للعلاج، كما مهد لها سبل الاتصالات المختلفة داخل المجتمع وخارجه، بالإضافة إلى الخدمات المختلفة التي تصل إلى مقر الأسرة تسهيلا لها وارتقاء بمستواها المعيشي والفكري.

لذا، فعلى الأسرة أن يمتد عطاؤها إلى خارج نطاقها لتشارك في المجالات الاجتماعية المختلفة وتشارك المجتمع ثمرة هذا العطاء.

وأول هذه المجالات نشر المفاهيم الصحيحة للدين الإسلامي؛ فعلى الأم إذا

كانت مُلمّة بتعاليم الدين الإسلامي إلماماً صحيحاً أن تقوم بتعليم نساء أهل بيتها من الأقارب، وكذا الأصحاب والجيران قدر استطاعتها سواء من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو من خلال حلقات الدروس الدينية سواء أكانت بصورة مصغرة أم بصورة أكبر قد تمتد إلى المساجد في القرى أو المدن أو الأحياء المختلفة، وذلك حتى تستطيع كل فتاة وسيدة أن تعرف أمور دينها معرفة صحيحة حتى يلتزمن بأحكامه ولا ينحرفن عن طريق هذه الأحكام؛ مما يؤثر بدوره على المجتمع والأجيال القادمة، وفي هذا العطاء المشكور ثواب الدنيا والآخرة.

إلا أنه ينبغي على المرأة التي تتصدر لهذا الدور أن يكون لها صفات الداعية الحقيقية من الإلمام التام بأمور الدين، وأيضا الرفق واللين والحسم أحيانا ولكن في إطار التبشير وليس التنفير، يقول تعالى: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ [النحل: 125].

ويقول أيضاً: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾ [آل عمران: 159].                                                                                                                                                                   الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته