أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة الثامنة والثلاثـــون بعد المائــــة في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثامنة والثلاثون بعد المائة في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

* الأطفال هم نقطة الانطلاق لتكوين جيل معطاء :

أَوْلى كثيرٌ من علماء التربية الأطفالَ كبيرَ عنايتهم مِن خلال ما صاغوه مِن

نظريات علميَّة مرتبِطة بعالَم الطفل ارتباطًا وثيقًا؛ إيمانًا منهم بأهمية هذه المرحلة مِن عمر الإنسان، لا سِيَّما وهي المرحلةُ التي لها دورها المهمُّ في تشكيل شخصية الإنسان، ورسْم ملامحها، وهم مشكورون في ذلك؛ لِمَا خصَّصوا من عطائهم وفِكرهم، وجهدهم ووقتهم لهذه الفِئة الغالية على الإنسانية جمعاء.

ولَعلَّ هذه السطورَ المتواضِعة تكون إضافةً لِمَا كُتِب في هذا المجال الجميل، والحقل البديع، وإنْ كانت ثقافةُ المجتمعات المختلفة، وطرائق العِيشة المتباينة هي مَن تُوجِّه دفَّة الكتابة عن هذه الفئة، فليس الطِّفل في بلادنا الحبيبة كالطِّفل في اليابان، والذي يختلف عن الطفل في الأرجنتين، وإنْ كانتْ هناك نظريات تربويةٌ عامَّة مفيدة ونافعة لعمومِ الأطفال، ولكن تبقى للمجتمعات خصوصيتُها، وقد أعْطى الإسلام الطفلَ عنايةً خاصة، وأمر بضرورة المحافظة عليه منذُ أن كان جنينًا في رَحِم أمه، وبعدَ ولادته، واختيار اسْمه، ورِعايته والمحافظة عليه، وغيرها.

والأطفال بحاجةٍ إلى فنٍّ في التعامل لا يُتقنه إلا مَن عرفوا معنى الرحمة،

وأدركوا كُنه المسؤولية، ومن الأمور الضروريَّة في التعامل مع الطفل أن ندعَه يُقرِّر، ثم نتركه ينفِّذ قراراته، وليتحملْ بعدها نتائج تلك القرارات، وهذا يحمِلُنا على أن نخبر الطفل بأنَّه يستطيع أن يفعلَ دون أن نجعلَه يعتمد علينا دائمًا مع عدمِ بُخلنا عن توجيهه.

   ومن المهم جدًّا أن نجعل أطفالنا يتصرَّفون بسجيَّتِهم وطبيعتهم دون أن نُكثِر من زَجرهم ولومهم والصُّراخ عليهم، ومِن هنا يُعاب على بعض الآباء والأمهات الذين يُعلِّمون أطفالهم الانتقامَ، ظانِّين بأنَّ الانتقام هو الانتصار، مُتناسين بأنَّ الشجاعة قد تكون تهورًا أحيانًا، والأفضل أن نجعلَ أطفالنا أقوياءَ في تسامح ، وجَسورين في تصالُح ، ولا ننسى بأن نُعزِّز في نفوسهم حُبَّ الفِعل الجميل ؛ وذلك بالثناء عليهم حين نراهم يقومون بكُلِّ فِعل حَسن.

كما يجب أن نُعلِّمهم أشياء جميلة؛ لأنَّها هي ما سيُشكِّل شخصياتهم في كِبَرهم، وأنْ نحرِص على أن يشاهدوا لوحاتٍ بديعة، فهي ما سَيَحِنُّون إليه وهم كبار، فهؤلاء الأطفال يحملون كَمًّا هائلاً من العواطف والمشاعِر؛ ولذا هم بحاجةٍ إلينا، وبحاجة إلى أن نُربِّي فيهم كلَّ إحساس جميل، ونُذِيب عنهم كلَّ شعور قبيح، فنتبسَّمُ إذا رأيناهم حتى يشعروا بالطُّمأنينة؛ فيُقبلوا علينا، وإذا ما أَقبلوا بادرناهم بالعِناق والاحتضان، نُقَبِّلهم، ونمسح بأيدينا جلودَهم؛ حتى تنمو أحاسيسُهم، وتتغذى مشاعرهم؛ فقد ثبَتَ علميًّا أن لَمْس الجلد حياة للجلد، والجلد الذي لا يُلْمس يمرَض؛ لذا سماه البعضُ العين الثالثة، أو المخ الثاني.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته