أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة الرابعة والعشرون بعد المائــــة في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الرابعة والعشرون بعد المائة في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

*فضائل الجهاد والشهادة في ضوء القرآن والسنة وهو عطاء :

وقال الحق - جلَّ ذِكْرُه -: {وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 111].

فالله - جلَّ وعلا - بهذا يُخبر بأنَّ وعده للمجاهدين في سبيله وعدٌ ثابت في التوراة والإنجيل والقرآن، فإن قيل: ما الحِكمة في أنَّ الله - تعالى - جعل وثيقةَ هذا الشِّراء في كتبه الثلاثة، فقال: في التوراة والإنجيل والقرآن، والشراءُ واحد؟ قيل له: إنَّ المشترَى ثلاثة أشياء، هي النفس والمال والرُّوح، فهم مجاهدون بالأنفس، وينفقون الأموال، ويبذلون الأرواح، فلأجْل هذا جعل الوثائق ثلاثًا في ثلاثة كتب؛ فبذْلُ النفس يُورِث الجنَّة؛ قال الله - تعالى -: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} [التوبة: 1111].

وبذْلُ المال يورِث النصر والفتح؛ قال الله – تعالى -: {نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ

قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [الصف: من الآية13].

وبذل الرُّوح يورِث الحياة الباقية؛ قال الله – تعالى -: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران: 169]".

وفي هذا المضمار أسوق باقةً عطرة من الأحاديث النبويَّة الشريفة، التي تُبيِّن لنا فضائلَ الجهاد والاستشهاد في سبيل الله؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قِيلَ للنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: « ما يَعْدِلُ الجِهادَ في سَبيلِ الله - عَزَّ وَجَلَّ؟ قالَ: «لاَ تَسْتَطِيعُونَهُ»، قالَ: فأَعادُوا عليه مرَّتَين أو ثلاثًا، كلَّ ذلك يقول: «لا تستطيعونَه»، وقال في الثالثة: «مَثَلُ المجاهِد في سبيل الله كمَثَل الصائم القائم، القانت بآياتِ الله، لا يَفتُر من صيام ولا صلاة،حتى يرجعَ المجاهد في سبيل الله – تعالى»

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم :(إنَّ في الجنَّة مائةَ درجة، أعدَّها الله للمجاهِدِين في سبيل الله، ما بين الدَّرجتَينِ كما بين السماء والأرض، فإذا سألتُم الله فاسألوه الفِردوس، فإنَّه أوسطُ الجنة، وأعلى الجَنَّة، أراه فوقه عرشَ الرحمن، ومنه تفجَّر أنهار الجنة))

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «تضمَّن اللهُ لِمَن خرج في سبيله، لا يُخرِجه إلاَّ جهادًا في سبيلي، وإيمانًا بي، وتصديقًا برسلي، فهو علي ضامنٌ أن أُدخِلَه الجنَّة، أو أُرجِعَه إلى مسكنِه الذي خرج منه، نائلاً ما نال من أجْر أو غنيمة، والذي نفسُ محمَّد بيده، ما مِن كَلْم يُكلَم في سبيل الله، إلاَّ جاء يومَ القيامة كهيئتِه حين كُلِم، لونُه لونُ دم، ورِيحه مسك، والذي نفسُ محمد بيده، لولا أن يشقَّ على المسلمين ما قعدتُ خلافَ سرية تغزو في سبيل الله أبدًا، ولكن لا أجِدُ سعةً فأحملهم، ولا يجدون سعة، ويشقُّ عليهم أن يتخلَّفوا عنِّي، والذي نفس محمد بيده، لوددتُ أني أغزو في سبيل الله فأقتل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل»  إنَّ الله - تبارك وتعالى - ضمِن الرَّجعةَ والرِّضوان والغُفران لِمَن جاهد في سبيله ابتغاءَ مرضاته، ونُضرةً لدِينه، فإنَّ الله لا يَقبلُ مِن الأعمالِ إلاَّ ما أُريدَ به وجهُه

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته