أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة الثانية عشرة بعد المائــــة في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثانية عشرة بعد المائة في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

*عطاءات الدين للمجتمع :

وعلى صعيد المجتمع العالمي أكد النبي محمد صلى الله عليه وسلم على الأخوَّة الإنسانية(فقد كان صلى الله عليه وسلم يقول عقب كل صلاة: ((أنا شهيد أنَّ العباد كلهم إخوة)) رواه أحمد في مسنده، رقم (18807) وأبو داود في سننه، كتاب [الصلاة]، رقم (1508).).

ولم يتوقف الإسلام في عطائه عند الإنسان بل دعا إلى العناية بالحيوان،

 ونبه بأن امرأة عاقبها الله بدخول النار لأنها حبست الهرة وحرمتها من الطعام(إشارة إلى حديث: ((دخلت امرأة النار في هرة سجنتها...)) أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء رقم ( 3295).). وغفر لامرأة بغي لأنها سقت كلباً عطشانَ(الحديث أخرجه الإمام البخاري عن أبي هريرة.).

ودعا الإسلام أيضاً إلى العناية بالشجرة حفاظاً على بيئة نظيفة خضراء، وقال: لو قامت القيامة وبيدك شجرة صغيرة فاغرسها ( إشارة إلى حديث: ((إن قامت القيامة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل))، أخرجه أحمد في مسنده رقم ( 12569 ). )، ومنع الناس أن يلقوا الأوساخ تحت الأشجار وفي الأنهار، وكان يريد أن لا تتلوث الأنهار ولا تمتلئ الأرض بالنفايات(ومن هدي الإسلام في هذا الموضوع قوله صلى الله عليه وسلم: ((الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة أدناها إماطة الأذى عن الطريق)) رواه مسلم، كتاب [الإيمان]، رقم الحديث (35) ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُبال في الماء الراكد (رواه مسلم في صحيحه، كتاب [الطهارة]، (باب النهي عن البول في الماء الراكد)، ونهى صلى الله عليه وسلم أن يُبال في الماء الجاري (رواه الطبراني في الأوسط عن جابر. كنز العمال: 9/353)، ونهى صلى الله عليه وسلم أن يتخلى الرجل [يقضي حاجته] تحت شجرة مثمرة، ونهى أن يتخلى على ضفة نهرٍ جارٍ (رواه ابن عدي عن ابن عمر. كنز العمال: 9/353) وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: ((اتقوا الملاعن الثلاث: البراز في الموارد، وقارعة الطريق، وفي الظل)) (رواه الطبراني. كنز العمال: 9/365).).

ودعا الإسلام إلى إشاعة السلام بين الجميع فإن نشب خلافٌ بين فئتين أو دولتين دعاهما إلى التصالح ولم يسمح بنشوب الحرب بينهما، ونهانا أن نقف مكتوفي الأيدي ودفعنا إلى القيام بدور الوسيط لإحقاق الحق والعدل والإنصاف(فقد قال سبحانه وتعالى: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما..} سورة الحجرات: [ الآية: 9 ]. ).

وأخيراً وليس آخراً هل الإنسانُ في دراسة جادة لقانون السماء الداعي للإيمان بكل الأنبياء والمرسلين، وعلى ضوء العقل الحكيم، والعلم النافع؛ لينعم إنسان القرن الواحد والعشرين بسلام السماء وعطائها، وليصبح الإنسان أخاً للإنسان، فلا قضاة ولا شرطة ولا سجون بل تقدم ورخاء ؟

وأعتقد أنه لو وجدت لجنة لدراسة الإسلام - الذي حمل معه رايات الأنبياء ورسالاتهم - دراسةً عقلانية حقة؛ لاكتشفت أن رسالة السماء هي لبناء الإنسان والعائلة والمجتمع، بل والعالم أجمع، وعلى الفضيلة والإخاء والتراحم والمحبة.

وكلنا يعلم أن مئات المليارات تُنفق لاكتشاف ما في القمر والمريخ، فهل من الممكن عمل رحلة استكشاف لـ عطاءات الدين، يقودها أخصائيون محبون للسلام وللإنسانية ؟ وأعتقد جازماً بأن الإنسان سيكتشف كنوزاً تسعده، لا في حياته الأرضية المؤقتة فحسب، بل وستصحبه وتسعده أيضاً

 حينما ينتقل روحياً إلى عالم السماء.

وحبذا لو ساهم الإعلام في هذا العمل الإنساني الأرضي السماوي، فسخر قنوات فضائية تدعو إلى الخير والحكمة والعلم ومكارم الأخلاق، وتزكية النفس وتطهيرها من الرذائل، وتحليتها بالفضائل، عندئذ ترضى عنا السماء، وتصبح أرضنا جنة وفردوساً نعيش فيها بكل سعادة وحبور، قبل الانتقال إلى عالم الفردوس والخلود في الدار الآخرة. [الانترنت – موقع  عطاءات الدين للمجتمع ] الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته