أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة الحادية عشرة بعد المائــــة في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الحادية عشرة بعد المائة في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

*عطاءات الدين للمجتمع :

ورغبة من الإسلام بإقامة مجتمع سليم صحيح متعاون بصدق وإخلاص، فقد منع أن يكره الناس على عقيدة ما، فحرية الفكر والعقيدة مصونة ومحترمة في المجتمع الإسلامي وفي ذلك يقول القرآن الكريم {لا إكراه في الدين} سورة البقرة: [ الآية: 256 ].  وأدان الإسلام التعصب والتطرف قال تعالى: {يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم} سورة النساء: [الآية: 171]. وقال في وصف الأمة المحمدية: {وكذلك جعلناكم أمة وسطاً} سورة البقرة: الآية: 143

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا هلك المتنطعون)) أي: المتشددون المغالون

المتعصبون. الحديث رواه مسلم في صحيحه، كتاب [العلم] (باب هلك المتنطعون)، وأبو داود في سننه، كتاب [السنة] (باب في لزوم السنة)، وقال صلى الله عليه وسلم في حديث آخر: ((يحمل هذا العلم من كل خَلَفٍ عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين)) (رواه البيهقي في السنن وابن عساكر، كنز العمال: 10/176).

 ودعا إلى التوسط في كل شيء، في الطعام والشراب فـقـال سبحانه:

{وكلوا واشربوا ولا تسرفوا} سورة الأعراف: [ الآية: 31 ]. وفي العبادة

فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((ما أحسن القصد في الغنى، ما أحسن القصد في الفقر، ما أحسن القصد في العبادة)) رواه البزار عن حذيفة (كنز العمال 3/28)، وقال صلى الله عليه وسلم: ((أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، ولكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني)) رواه البخاري عن أنس ( كنز العمال 3/30 ) وفي الإنفاق(قال تعالى: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً} سورة الإسراء: [الآية: 29]

وكافح الإسلام الخرافة فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمداً)) رواه أحمد والحاكم عن أبي هريرة، ( كنز العمال 3/30 )، وقال أيضاً: ((من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تُقبل له صلاته أربعين ليلة)) رواه أحمد ومسلم عن بعض أمهات المؤمنين.) والوثنية والجهل بكل أشكاله، ومنع المسلم أن يقترب من المسكرات  فقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون} سورة المائدة: [ الآية: 90 ]. ) والمخدرات، لئلا يقع فريسة لها؛ ليكون الفرد والمجتمع معافى جسدياً وعقلياً وروحياً، ودعا الإسلام كل مسئول - سواء أكان أباً أم أماً أم معلماً أم حاكماً - أن يبتعد عن الظلم ويعمل بالعدل بل بالإحسان لأن المجتمع الذي ينتشر فيه الظلم آيل للسقوط والانهيار (فقال تعالى: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون} سورة النحل: [ الآية: 90 ]. )، وجعل النبي محمد صلى الله عليه وسلم عدل يوم خير من عبادة ستين سنة(أخرجه بن عساكر عن أبي هريرة، (كنز العمال 6/12). ).

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته