أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة العاشرة بعد المائــــــــة في موضـــوع المعـــطي
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة
العاشرة بعد المائة في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :
*عطاءات الدين للمجتمع :
وعلى صعيد الوطن دعا الإسلام إلى العناية بحقوق الإنسان، وكفل العلم للجميع(فقال صلى الله عليه وسلم ((من الصدقة أن يتعلم الرجل العلم فيعمل به ويعلمه)) رواه أبو خيثمة في العلم عن الحسن مرسلاً ( كنز العمال 10/158 ) وقال صلى الله عليه وسلم: ((خير الناس أقرؤهم للقرآن، وأفقههم في دين الله وأتقاهم وآمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر وأوصلهم للرحم )) رواه أحمد والطبراني عن درة بنت أبي لهب ( كنز العمال: 10/182 ).)، وضمن العمل للجميع، مسلمين وغير مسلمين(يؤيد ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته، فالإمام راع، ومسئول عن رعيته)) /رواه البخاري (1/160)، ويدخل في عموم هذه المسؤولية ضمان العمل للرعية سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين.)، فإن تعطل امرؤٌ عن العمل قامت الدولة بسد كفايته إلى أن يجد عملاً، وإن أصبح مديناً وعجز عن سداد الدين قامت الدولة
بسداده، ولو كان ذلك المواطن غير مسلم(ويشهد لهذا مضمون كتاب الصلح الذي أجراه خالد بن الوليد مع أهل الحيرة. جاء في هذا الكتاب: ((وجعلتُ لهم أيّما شيخ ضعف عن العمل، أو أصابته آفة من الآفات، أو كان غنياً فافتقر، وصار أهل دينه يتصدقون عليه، طُرحت جزيته، وعيل من بيت مال المسلمين وعياله، ما أقام بدار الهجرة ودار الإسلام)) الخراج للقاضي أبي يوسف: 156.
وقد قيل إن مساعدة الذمي من بيت مال المسلمين حال عجزه أمرٌ قد
أجمعت عليه الأمة. انظر: أحكام الذميين والمستأمنين للدكتور عبد الكريم زيدان، ( ونهى عن التمييز بكافة أشكاله سواء أكان عنصرياً أم لونياً أم دينياً أم عرقياً فالناس إخوة من أب وأم، قال تعالى: {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة، وخلق منها زوجها، وبثَّ منهما رجالاً كثيراً ونساءً} [سورة النساء: 1]، وقال في آية أخرى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم} [سورة الحجرات:13].). وضمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم العدل والمساواة للجميع وارتفع بهما إلى شأوٍ لم يبلغه أحد قبله ولا بعده، حينما أعطى العصا لشخص كان قد ضربه عندما كان يسوي الصفوف، قائلاً له: اقتص لنفسك، وكَشَفَ له عن ردائه ليضربه، فما كان من ذلك الرجل إلا أن ألقى العصا، وأقبل يُقبّل محمداً قائلاً له بأنه يفديه بروحه(إشارة إلى حديث سواد بن عمرو، أخرجه عبد الرزاق كنز العمال (15/91).).
الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته