أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة التاسعة بعد المائــــــــة في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

التاسعة بعد المائة في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

*عطاءات الدين للمجتمع :

وباعتبار أن تقدم المجتمع يقاس بالتقدم العلمي أمر الإسلام المسلم بطلب العلم بلا توقف، وجعله واجباً من المهد إلى اللحد( فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((طلب العلم فريضة على كل مسلم)) رواه ابن عدي والبيهقي عن أنس والطبراني عن ابن مسعود [ كنز العمال 10/130-131 ].)، ولم يقتصر على العلوم الدينية بل كل العلوم النافعة، ولو أدى ذلك إلى الترحال في سبيل طلبها(وفي هذا إشارة إلى الحديث الوارد ((اطلبوا العلم ولو بالصين)) أخرجه العقيلي والبيهقي في الشعب، كنز العمال 10/138. ).

ثم أوجب الإسلام على المتعلم أن يعلم الجاهل مجاناً وهدده بالعقوبة إن رضي بوجود الجاهل دون أن يعلمه(وهذا ما أشار إليه صلى الله عليه وسلم بقوله: ((والله ليعلمن أقوام جيرانهم ويفطنونهم ويفقهونهم ويأمرونهم وينهونهم.. أو لأعاجلنهم العقوبة في دار الدنيا)) أخرجه البخاري في الوجدان، والطبراني [ كنز العمال 3/685 ]، وإشارة إلى الحديث ((من كتم علماً ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار)) أخرجه الحاكم والخطيب عن ابن عمرو (كنز العمال 10/217).) هذا وقد رفع محمد صلى الله عليه وسلم منزلة العالم حين ذكر أن أكرم الخلق بعد الرسل شخص تعلم علماً ثم علمه لغيره (أي لم يحتكره لنفسه)( إشارة إلى الحديث: ((ألا أخبركم عن الأجود ؟ الله الأجود الأجود، وأنا أجود ولد آدم، وأجودهم من بعدي رجل علَّم علماً فنشر علمه يبعث يوم القيامة أمة وحده)).

 أخرجه أبو يعلى، (كنز العمال 10/151).).

وحث الإسلام الجاهل أيضاً على طلب العلم وهدده بالعقوبة إن قصر، وزاد على ذلك أن أخرجه من نطاق الإسلام(وهذا إشارة إلى الحديث الذي أخرجه ابن النجار والديلمي عن ابن عمر ((ليس منا إلا عالم أو متعلم)) ( كنز العمال 10/168).).

وأوجب الإسلام على المسلم أن لا يكون كسولاً خاملاً، بل عليه أن يسعى في كسب المال الحلال لينفقه على نفسه وعياله( وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه إلى أنه سبحانه يحب العبد المحترف فقال ((إن الله يحب العبد المؤمن المحترف)) رواه الحكيم الترمذي والطبراني والبيهقي عن ابن عمر (كنز العمال 4/4).)، ولا ينتظر المساعدة من الآخرين، فاليد العليا المعطية خير من اليد السفلى الآخذة كما قال محمد صلى الله عليه وسلم ( انظر: كنز العمال ( 6/382 ). ).

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته