أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة السابعة بعد المائــــــــة في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

السابعة بعد المائة في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

*عطاءات الدين للمجتمع :

ولذلك أرسل الله الأنبياء والمرسلين، وجعلهم مثال الطهارة والقداسة والعلم والمعرفة، ليكونوا القدوة الصالحة للإنسان(وفي هذا يقول تعالى: {أولئك الذين هداهم الله فبهداهم اقتده} سورة الأنعام: [الآية: 90]، ويقول: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً})، وزودهم بكتبه ورسالاته ليعلِّموا الإنسان ويوصلوه إلى سعادة الروح والجسد، والدنيا والآخرة، من أقرب طريق(وهذا مصداق قوله تعالى: {وأنزلنا إليك الكتاب مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه} سورة المائدة: [ الآية: 48].).

وعلى صعيد الأسرة ربى الإسلام الزوجين على تحمل المسؤولية في رعاية

بعضهما ورعاية الأولاد والأرحام والجيران بالمحبة والتضحية وفي ذلك ورد

الحديث الشريف ((كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته... والرجل في أهله

راع ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها)) أخرجه البخاري في كتاب الجمعة برقم ( 853).).

وأمر الأولاد ببر الوالدين برحمتهما والعناية بهما وخصوصاً عندما يصلان إلى سن الشيخوخة  وفي ذلك يقول تعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلُغنّ عندك الكبرَ أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل

ربي ارحمهما كما ربياني صغيراً} سورة الإسراء: [الآيتان: 23-24].).

ويذكر الله لنا في القرآن أن مهمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم هي تحقيق الرحمة للجميع(وهذا واضح في قوله تعالى: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} سورة الأنبياء: [الآية: 107].)، وكل ذلك ليعمّ السلام العالمي أرجاء المعمورة كلها.

وأدان النبي محمد صلى الله عليه وسلم كل من يبيت شبعانَ وهو يعلم أن جيرانه من حوله جياع، بل وأخرجهم من دائرة المؤمنين( فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به)) أخرجه الطبراني والبزار، كنز العمال 9/53.).

فنفهم من هذا التوجيه النبوي أنه بما أن كرتنا الأرضية أصبحت أشبه بقرية عالمية صار من واجب كل غني سواء كان فرداً أم مجتمعاً أم قطراً أم هيئة دولية أن يعتني ويطعم ويساعد كل فقير محتاج مجاور لنا في هذه القرية العالمية ( وهذا ما يُفهم من قوله تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجُنُب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالاً فخوراً} سورة النساء: [ الآية: 36 ]. )                             الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته