أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة الثانية بعد المائــــــــة في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثانية بعد المائة في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

*من عطاءات القرآن :

    كنا معكم في حديث عن التفاعل مع القرآن العظيم تحقيقاً لمعنى الإيمان في القلب وتحقيقاً لاستقامة السلوك والتصورات، ونهوضاً بالأمة، رأينا أنه لو أنزل هذا القرآن على الحجارة أو الجبال لتصدعت من خشية الله، فكيف بهذه القلوب لا تخضع أو لا تتفاعل أو لا تنفعل بهذا القرآن الكريم؟  والله تعالى يقول مبيناً حال أولئك الذين لا يتفاعلون مع القرآن: ﴿ وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ المَوْتَى بَل لِّلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُخْلِفُ المِيعَادَ ﴾ [الرعد: 31]، أي لما آمنوا ، فالجبال تخضع وتتأثر لكن قلوب هؤلاء عنه معرضة، ﴿ مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ، لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ ﴾ [الأنبياء: 2-3]

تفاعل الجن:

فغفلة القلوب وقسوتها هي الداء الخطير، إذا كانت الجن قد تفاعلت مع القرآن فكيف لا يتفاعل هذا الإنسان، ﴿ وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الجِنِّ يَسْتَمِعُونَ القُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ، قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ، يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ، وَمَن لاَّ يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ ﴾ [الأحقاف: 29-32]

 ﴿ قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً، يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً ﴾ [الجن: 1-2]

النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم يتفاعل مع القرآن:

ولا شك أن أعظم من تفاعل بهذا القرآن العظيم وحقق معانيه على الكمال كله هو محمد صلى الله عليه وسلم، لذلك عندما تُسأل عائشة رضي الله عنها عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَتْ: " كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ ". مسند أحمد، 25302 ، صحيح.  والحديث عن تفاعل النبي صلى الله عليه وسلم مع القرآن يقتضي منا وقفات؛ عن تهجده به، وعن جهاده به، وعن بكائه به.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته