أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة السابعة والتسعـــــون في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

السابعة والتسعون في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

* العطاء العلمي والمنهج الاصلاحي للمفكر الاسلامي ابن تيمية:

وأكد الدكتور انور الزعبي من الاردن في ورقته «مبحث المعرفة والمنهج في

 فكر ابن تيمية» ان ابن تيمية درس المنطق دراسة مستفيضة لا بهدف تخطئته او نقضه جملة وتفصيلا كما هو شائع وانما بهدف بيان عوار بعض الاحكام التي تطلق عليه وعوار بعض مدخلاته ومخرجاته وآلياته. ووجد زكي الميلاد من المملكة العربية السعودية ان ظهور ابن تيمية وتطور حركته الفكرية والاحتجاجية ساهم بدرجة كبيرة في الحد من تطور وتأثير حركة الغزالي الفكرية وحجب عنها نسبيا ديناميتها في الامتداد والتقادم الزمني والفكري وذلك نتيجة التمايز والتعارض بين منظومات الافكار بينهما وتركيز ابن تيمية على نقد ومواجهة الافكار والاتجاهات الاساسية التي انتهى اليها الغزالي الى جانب عوامل تاريخية وسياسية اظهرت الفروقات والتباينات بين حركتيهما.

ويعتقد عبد المجيد النجار في ورقته «منهج ابن تيمية في تقدير الافعال بين العقل والنقل» ان ابن تيمية مثلما عرض لوجهة التيار العقلي في تقدير افعال الانسان منسوبة الى اصحابها ثم نقدها عرض ايضا لوجهة نظر النقليين ونقدها مستبقيا من الوجهتين بعض ما رآه حقا منهما ومفندا ما رآه ضعيفا من الآراء بادلة نقلية وعقلية، عامدا في كل ذلك الى المقارنة بين الوجهتين مقارنة تظهر ما مالت به كل منهما الى الشطط من الافكار لينتهي من ذلك كله الى شرح رأيه في القضية كما رآه رأيا وسطا يتلافى التطرف الذي اظهرته المقارنة بين الوجهتين ويتلافى بالتالي ما يفضي اليه ذلك التطرف من

المساوئ في التصور والسلوك.

ومن ناحيته وجد الدكتور محمد عواد في ورقته «الاصالة المنطقية عند ابن تيمية» ان ابن تيمية رفض النزعة الواقعية في المنطق الارسطي كونها جعلت المفهومات التي يخترعها العقل الانساني كيانات واقعية توضع وراء الوجود الطبيعي بما هي علل له ولم ينجح ارسطو في التخلص منها اذ بقي الكلي محايثا وترتب على هذا الامر صيرورة المنطقي وجوديا والزعم بان العلم تصورا وتصديقا يفيد التماهي بين المعرفي والوجودي تسليما بان للعقل القدرة المطلقة على بلوغ هذه المطابقة التي يزول معها كل تفاضل بينهما فيرتد الوجودي الى المنطقي.

وفي معرض حديثه عن منهج البحث عند شيخ الاسلام، قال الدكتور محمد بن احمد الصالح ان ابن تيمية اعتمد في منهجه اساسا على كتاب الله وما صح عنده من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ثم على آراء الصحابة على انه لم يهمل العقل اعتمادا منه على النقل وانما اعمل العقل ايضا ولكن في حدود وشروط ولعل عبارته موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول توجز اتجاهه الفكري الذي يقوم على العمل وعلى التوفيق وايجاد وحدة تقوم على تآلف العقل والنقل.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته