أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة الثمانـــــون في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة

الثمانون في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

* الكرم بين الجاهلية والإسلام : فضيلة الجود والسخاء

• وكان عبد الله بن جعفر من أسخى الناس يعطى الجزيل الكثير ويستقله

وقد تصدق مرة بألفى ألف وأعطى مرة رجلاً ستين ألفا ومرة أعطى رجلاً

أربعة آلاف دينار وقيل إن رجلاً جلب مرة سُكراً إلى المدينة فكسد عليه

فلم يشتره أحد فأمر ابن جعفر قيمّه أن يشتريه وأن يهديه للناس .

• رأى أسماء بن خارجه الفزارى يوماً شاباً على باب داره جالساً فسأله عن قعوده على بابه فقال حاجة لاأستطيع ذكرها فألح عليه فقال جارية رأيتها دخلت هذه الدار لم أر أحسن منها وقد خطفت قلبى معها فأخذ بيده وأدخله داره وعرض عليه كل جاريه عنده حتى مرت تلك الجارية فقال هذه فقال له اخرج فاجلس على الباب مكانك فخرج الشاب فجلس مكانه ثم خرج إليه بعد ساعة والجارية معه قد ألبسها أنواع الحلى وقال له :

مامنعنى أن أدفعها إليك وأنت داخل الدار إلا أن الجارية كانت لأختى

 وكانت ضنينة بها فاشتريتها لك منها بثلاثة آلاف وألبستها هذا الحلى فهى لك بما عليها فأخذها الشاب وانصرف .

• وكان ناس بالمدينة يعيشون لايدرون من أين يعيشون ومن يعطيهم فلما مات على بن الحسين [زين العابدين] فقدوا ذلك فعرفوا أنه هو الذى كان يأتيهم فى الليل بما يأتيهم به ولما مات وجدوا فى ظهره وأكتافه أثر حمل الجراب إلى بيوت الأرامل والمساكين فى الليل وقيل إنه كان يعول مائه أهل بيت بالمدينة ولايدرون بذلك حتى مات ودخل على بن الحسين على محمد بن أسامه بن زيد يعوده فبكى ابن أسامه فقال ما يبكيك قال على دين قال وكم هو قال خمسة عشر ألف دينار فقال هى علىّ .

• أصاب يزيد بن المهلب [قائد المسلمين] فى أحد فتوحاته أموالاً كثيرة فكان من جملتها تاج فيه جواهر نفيسه فقال :أتدرون أحداً يزهد فى هذا ؟ قالوا :لا نعلمه ،فقال والله إنى لأعلم رجلاً لو عرض عليه هذا وأمثاله لزهد فيه ثم دعا بمحمد بن واسع - وكان فى الجيش مغازيا - فعرض عليه أخذ التاج فقال لاحاجة لى فيه فقال أقسمت عليك لتأخذنه فأخذه وخرج به من عنده فأمر يزيد رجلاً أن يتبعه فينظر ماذا يصنع بالتاج فمر بسائل فطلب منه شيئاً فأعطاه التاج بكامله وانصرف فبعث يزيد إلى ذلك السائل فأخذ منه التاج وعوضه عنه مالاً كثيراً .

• قال الليث : كان الزهرى أسخى ما رأيت يعطى كل من جاء يسأله حتى

إذا لم يبــق عنده شىء استسلف وكان يطعم الناس الثريد ويسقيهم العسل

وكان يستمر على شراب العسل كما يستمر أهل الشراب على شرابهم ويقول

اسقونا وحدثونا .

وقضى عنه هشام مرة ثمانين ألف درهم وعتب رجاء بن حيوه على الزهرى فى الإسراف وكان يستدين فقال : لا آمن أن يحبس هؤلاء القوم ما بأيديهم عنك فتكون قد حملت على أمانيك فوعده الزهرى أن يقصر فمر به بعد ذلك وقد وضع الطعام ونصب موائد العسل فوقف به رجاء وقال يا أبا بكر

ماهذا الذي فارقتنا عليه فقال له الزهرى: انزل فإن السخى لاتؤدبه التجارب

له سحائــب جـــود فــى أناملـــه *** أمطارهـا الفضـــة البيضـاء والذهـــب

يقـول في العسر إن أيسرت ثانية *** أقصرت عـن بعـض ماأعطى وما أهب

حتى إذا عـــاد أيــــام اليســار لــــه *** رأيت أموالــه في النـــاس تنتهــــب

[الأنترنت – موقع لها أون لاين - الكرم بين الجاهلية والإسلام - وكتبه د/ خالد سعد النجار]

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته