أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة التاسعة والسبعـــــون في موضـــوع المعـــطي
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة
التاسعة والسبعون في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :
*فضيلة الجود والسخاء :
لقد علم الإسلام أبناءه فضيلة الجود والسخاء فجمعوا المال وبذلوه إبتغاء رضا الله وكانت الدنيا فى أيديهم لافى قلوبهم ولسان حالهم في ذلك يقول المال وسيله وليس غايه .
روى عن سعيد بن المسيب إمام التابعين أنه كان يجعل على ظهره إهاب
الشاة وكان له مال يتجر فيه ويقول اللهم إنك تعلم أنى لم أمسكه بخلاً ولا
حرصاً عليه ولا محبه للدنيا ونيل شهواتها وإنما أريد أن أصون به وجهى عن بنى مروان حتى ألقى الله فيحكم فى وفيهم وأصل منه رحمى وأؤدى منه الحقوق التى فيه وأعود منه على الأرملة والفقير والمسكين واليتيم والجار .
وعن عمرو بن دينار قال : ما رأيت أحد أنص للحديث من الزهرى ولاأهـون مــن الدينــــار والدرهم عنده ، وما الدرهم والدنانير عند الزهرى إلا بمنزله البعر .
وكان طلق بن حبيب العنزى لايخرج إلى صلاة إلا ومعه شىء يتصدق به
وإن لم يجد إلا بصل ويقول قال الله تعالى [ يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدى نجواكم صدقه] المجادلة 12 فتقديم الصدقة بين يدى مناجاة الله أعظم وأعظم .
إمتذجت هذه المبادىء الساميه بقلوب المسلمين فصار منهم فى الجود والكرم والسخاء قمم يتصاغر أمامها كرم حاتم الطائى وعبد الله بن جدعان وأمثالهم وكيف لا وقد كان كرم المؤمنين لله فرفع الله به ذكرهم وأعلى شأنهم
ونحن نذكر طرفاً من جودهم نشحذ به الهمم الراكدة ونتذكر مجد أبناءالإسلام .
• كان عبد الله بن عمر بن الخطاب رضى الله عنهما شديد السخاء يقال أنه ما مات حتى أعتق ألف رقبه وربما تصدق فى المجلس الواحد بثلاثين ألف وكانت تمضى عليه الأيام الكثيرة والشهر لايذوق فيه لحما . وبعث إليه معاويه رضى الله عنه بمائه ألف لما أراد أن يبايع ليزيد فما حال عليه الحول وعنده منها شىء .
• دخل عبيد الله بن أبى بكرة على الحجاج مرة وفى يده خاتم فقال له
الحجاج وكم ختمت بخاتمك هذا قال على أربعين ألف ألف دينار قال ففيم أنفقتها قال فى اصطناع المعروف ورد الملهوف والمكافأة بالصناع وتزويج العقائل وقيل إن عبد الله عطش يوما فأخرجت له امرأة كوز ماء بارد فأعطاها ثلاثين ألف وقيل إنه أهدى إليه وصيف ووصيفه وهو جالس بين أصحابه فقال لبعض أصحابه خذهما لك ثم فكر وقال إن إيثار بعض الجلساء على بعض لشح قبيح ودناءة رديئة ثم قال ياغلام ادفع إلى كل واحد من جلسائى وصيفاً ووصيفه فأحصى ذلك فكانوا ثمانين وصيفاً ووصيفه .
الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته