أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة السادسة والسبعـــــون في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة

السادسة والسبعون في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

* الكرم بين الجاهلية والإسلام :

ولقد أحب العرب الكرم واتخذوا له رموزاً وإشارات فكانت تسمى الكلب داعي الضمير ومتمم النعم ومشيد الذكر لما يجلب من الأضياف بنباحه وكانوا إذا اشتد البرد وهبت الرياح لم تشب النيران فرقوا الكلاب حوالي الحي وربطوها إلى العتمة لتستوحش فتنبح فتهدى الضلال وتأتى الأضياف على نباحها

ولقد كان الكرم العربي له عدة دوافع وأسباب نستطيع أن نوجزها في النقاط الآتية : أولاً : طبيعة الحياة الجغرافية :-

فلقد كانت البيئة العربية صحراء قاحلة وكان سكانها من البدو في ترحال مستمر فراراً من الجدب وبحثاً عن موارد المياه والكلأ . تلك البيئة جعلت العربي يدرك قيمة قرى الضيف وإعانة المحتاج ونصرة المظلوم وغيرها من القيم النبيلة فكان يتشبث بهذه القيم حتى تعم وتنتشر ويعود إليه في النهاية خيرها ويشمله أثرها .

ثانياً : طبيعة الحياة الاجتماعية :-

حيث انتشرت في البيئة العربية صفة حب الفخر والتباهي بخصال الكرم

 والسخاء وفعل الآباء والأجداد فأحب العربي أن يرتبط ذكره بما أحبه الناس من تلك الخلال وكان الكرم أكثرها تأثيراً في النفوس .

كما كان للحرب والنزاعات المستمرة بين القبائل دوراً في انتشار الكرم وحرص العرب عليه فكان من آثار الحروب انتشار الفقر والبؤس في البلاد فقل الغذاء وعز الطعام فأحسوا بالجوع ينبش أنيابه بين أحشائهم ويكاد يفتك بهم وبخاصة إذا كانوا مسافرين أو عابري سبيل فقدروا معنى الإنسانية الحقيقية بتقديم ما يحفظ على الإنسان حياته أو يسد رمقه أو يروى غلته ولذلك عظموا الكرم وإطعام الطعام ووصفوا بالكرم عظماء القوم وكان الكرم في مقدمه الفضائل التي يحب العربي أن يتحلى بها .

وخلاصة القول أن الكرم وإن شاع في المجتمع العربي القديم قبيل الإسلام إلا أنه ارتبط بمنافع دنيوية وغايات نفعيه ومطامع ومكاسب مادية ليس الدين أو التدين واحداً منها ، ومع بزوغ شمس الإسلام احتلت القيم الإنسانية مكانة هامة في نظامه وهيكله واختلف الأمر بالنسبة للمسلم فلقد تعلق برب رحيم يرضيه مكارم الأخلاق ويغضبه كل دنيئة واتضحت رسالة الإنسان الحقيقية على الأرض - ألا وهى عبادة رب العالمين - ثم حساب ثم إلى جنه أو إلى نار وكانت هذه القيم الإنسانية أحد الأركان الأساسية التي بها تقوم العبادة والتي بها ينجو المسلم من نار تلظى إلى جنه عرضها السماوات والأرض أعدها الله للمتقين .

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته