أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة السادسة والستـــــون في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة

السادسة والستون في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

* ما مدى استقرارك المالي؟

المال في الموروث الثقافي لبعض المجتمعات مفهوم متذبذب فصاحبه يبجل

ويعظم وفي الوقت ذاته يصور المال على أنه أوساخ دنيا وقذر وأنه سبب لتفرق الإخوة وسبب للكبر والطغيان والإلهاء عن طاعة الرحمن، ومع ذلك يتواصى الناس بالاستكثار منه والبحث عن مظانه والجهد في تحصيله والمحافظة عليه، وهذا بلا شك له أثر في التكوين النفسي للنشء، فإذا كان الجيل السابق لديه قدرة هائلة في الانتقال الانسيابي بين المعاني والتناغم مع المتناقضات والتي هي من صنعهم، فالجيل التالي لا يمتلك رؤاهم ولا بصيرتهم ولا قدراتهم وعليه فيعيش مقسم القلب بين هذه النظرات المتضادة للمال فيكدسه بعضهم ويشقى في جمعه على حساب صحته وبيته وبعضهم الآخر يعزف عنه ويخلد للتماوت والكسل وبعضهم الآخر يجمعه ليسرف في إنفاقه على ملذاته تحت ذريعة أنه رجس وأن مصيرنا جميعاً للتراب وانفق ما في الجيب يأتيك ما في الغيب، هذه الدوامات بلا شك تعطل العطاء المعنوي والمادي لدى الإنسان إذ إن المال مقوم هام من مقومات الحياة وهو نعمة أنعم الله بها على عباده ليتقاضوا من خلالها كثيرا من النعم الأخرى بل هو من الضرورات التي جاءت الشريعة بحفظها وهي الدين والنفس والعقل والعرض والمال، وهنا نصيحة هامة لا تحدث نفسك بأنك زاهد في المال بينما الحقيقة أنك كسول أو أنك لا تملك مهارة إدارة المال والاتجار به قل الحقيقة لنفسك كي تتجاوز هذا القصور إما بزهد حقيقي أو بعطاء حقيقي لا تزعم الزهد في الدنيا وأنت تحسد أهلها وترمقهم بعين التشهي والتمني، فهذا خداع للنفس وتوريط لها في انفعالات سلبية تقعد بها عن العطاء، عطاؤك لنفسك وعطاؤك لغيرك ولا أجد أننا بحاجة للتأكيد على أن المال ليس غاية وأنه نعم المال الصالح للرجل الصالح، وأنه يؤخذ من حلال ولا يصرف إلا في مباح أو واجب أو مستحب ولكننا نؤكد على أمور منها:

- الاستثمار المتنوع وتتبع حاجات السوق بحس مرهف ودراسة واقعية.

- الادخار واكتساب مهارة الحفاظ على المال من خلال سؤال كبار السن وأهل التجارب والاختصاص وحضور دورات وقراءة كتب تتعلق بالادخار في عصر السلع والتبضع المحموم خصوصاً إن كنت من سكان المدن مع أن القرى وصلتها الحالة التسوقية الإدمانية بعد فتح الفضاء والشراء بالبطاقات الائتمانية من مواقع مثل الأمازون وغيره.

- دعم الشباب والفقراء مادياً ومعنويا وبالأفكار فلا تكتفي بإعطائه الخبز

بل ساعده في بناء المخبز الخاص به وإدارته.

- فهم حقيقة المال وأنه ليس طريق السعادة وإن كان في حسن إدارته وأخذه وعطائه بما يرضي الله يكون من أسباب السعادة.

- لا تجعل السعادة مكافأة تأتي بعد قيام الشركة على أقدامها أو بعد أن يبدأ المشروع بدعم نفسه أو غير ذلك من الأوهام فالذي ينشغل عن أسرته وعن صحته وعن رياضته وعن قراءته وتنمية عقله في الكدح وجمع الدراهم ليحصل على مكافأة السعادة في الحلقة الأخيرة وهام وإنما تراعي الأسرة والصحة والعقل في أثناء بذل الجهد التجاري لتتكامل النجاحات في أعمار متساوية وكم رأينا من كبار السن البائسين جمعوا المال على حساب الأسرة والصحة والعقل فأصبحوا (تجوري متحرك)؟! [الأنترنت  - موقع  الجزيرة  - نحو عقل أكثر عطاءً - تركي بن رشود الشثري ]

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته