أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة الرابعة والستـــــون في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة

الرابعة والستون في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

* من عطاء البلاء! :

هذه الآية العظيمة تجسد لنا واقع البشرية وما أحرزته من تقدم في كل

جانب من جوانب الحياة حملها على الغرور، وظنت أنها لن تغلب، ويا ليتها تفكرت واستخدمت عقلها فيما خلق من أجله، وهو التفكر في آيات الله تعالى في الوجود من حوله، فأراد سبحانه أن يبين لها حجمها الطبيعي، وأنه ليس بالتكنولوجيا وحدها يعيش الإنسان وينجو من الأوبئة والكوارث، يقول تعالى: «وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا» الإسراء/67.

ومن عطاء البلاء المساواة في الضراء، فهو لا يفرق بين غني وفقير، وبين

صاحب الجاه والسلطان ومن لا جاه له ولا سلطان، فقد أصاب الزعماء والرؤساء كما أصاب العامة من الناس.

ومن عطاء البلاء تحقق قوله تعالى: «هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين

الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون» (التوبة/33)، وها هي المآذن تصدح بالأذان في الغرب ويعلو في سماواتها قول: (الله أكبر) في كل لحظة، يعانق السحاب وتملأ أنوارها السماوات والأرض.

ومن عطاء البلاء تجلي عظمة الإسلام في عنايته بالإنسان، وحمايته من الأمراض والأوبئة، وذلك من خلال الأخذ بكافة الاحترازات لمنع انتشار

الوباء، ولقد واجه المسلمون موقفًا مشابها لما نواجهه اليوم، قال صلى الله عليه وسلم: [إن هذا الوجع رجز، أو عذاب أو بقية عذاب، عذب به أناس من قبلكم، فإذا كان بأرض وأنتم بها، فلا تخرجوا منها، وإذا بلغكم أنه بأرض فلا تدخلوها] رواه مسلم في صحيحه.

هذا بعض عطاء البلاء في الإسلام، وعلى العبد أن يرضى بقضاء الله تعالى إذا نزل به، وأن يقابله بنفس مطمئنة، ويقين راسخ أن ما أصاب الأمة لن يخطئها، وما أخطأها لن يصيبها، وعليها أن تأخذ بالأسباب: أسباب الوقاية والعلاج.[ الأنترنت – موقع  أخبار الخليج - ..من عطاء البلاء! بقلم: عبدالرحمن علي البنفلاح  ]

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته