أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة الثالثة والستـــــون في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة

الثالثة والستون في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

* من عطاء البلاء! :

لكن هل الوباء شر مطلق أم هو خليط بين الشر والخير، وإذا كان في

الوباء خير أو عطاء، فما هو هذا الخير؟!

حين نتلو القرآن الكريم نجد قوله تعالى: «ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين» الذاريات/50.

والسؤال هو: لماذا الفرار إلى الله، وليس الفرار منه سبحانه؟! والجواب عن هذا التساؤل المصيري نجده في قوله سبحانه: وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا ألا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم» التوبة/118.

الجواب باختصار شديد على هذا السؤال هو: لأنهم يفرون إلى التواب الرحيم، والحق سبحانه وتعالى لم يختم الآية بقوله مثلاً: إن الله شديد العقاب ولو كان كذلك لكان في السياق إشكال، لكن حين تكون خاتمة الآية الجليلة هي: «إن الله هو التواب الرحيم»  لأن هؤلاء الفارين قد ارتكبوا ذنبًا عظيمًا، فهم في حاجة إلى ما يهدئ من روعهم، ويفسح لهم الأمل في قبول توبتهم لأنهم يفرون إلى التواب الرحيم سبحانه.

إن عجز الأمم التي بلغت في الحضارة مبلغًا عظيمًا في مواجهة مثل هذا البلاء، وحاجتها إلى مصدر آخر للأمن لا تجده في تقدمها المادي، ولا في إنجازاتها

الحضارية التي تفاخر بها، هذه الإنجازات التي جعلتها تطغى، وتقول بلسان

 حالها ومقالها «ما علمت لكم من إله غيري»، وتقول أيضًا: «أنا ربكم الأعلى»، وحينها تذكرت قوله تعالى وهو يصف اغترار الإنسان بما حقق من إنجازات علمية، ومن تقدم باهر في مجال الصعود إلى الفضاء، والمشي على القمر، ومحاولة الوصول إلى كواكب أخرى، تذكرت قوله تعالى:«إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارًا فجعلناها حصيدًا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون» يونس/24.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته