أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة الثامنة والخمســـــون في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة

الثامنة والخمسون في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

*الحب عطاء بلا حدود :

الحب : يبدأ العطاء الحقيقي بالحب . إن الحب هو أعظم قوة في العالم . وعندما نحب، نكون بذلك في حالة من التواصل مع أكثر احتياجاتنا البشرية تأصلاً بداخلنا .

كما تدعو كافة الأديان إلى الكرم والعطاء ورعاية الآخرين .

فهناك ثلاثة أشياء ستدوم إلى الأبد – الإيمان، والأمل، والحب – وأعظم هذه الأشياء هو الحب (والحب هنا يقصد به فعل الخير ) .           والعطاء يعد أحد الكنوز الإنسانية، فهو ركيزة بناء عالم أفضل . وتدعو الأديان أيضاً إلى مساعدة الآخرين أو منحهم ما يريدون وقت الحاجة . بل إن العطاء في بعض الديانات يعد السبيل الوحيد إلى النجاة .

إن الحب شيء يحتاجه جميع البشر، مهما كانت خلفياتهم، ثقافتهم، أو إيمانهم . إنه ما يجعل الناس، كما يقول "رومي " : " أصدقاء مسافرين .

في رحلة الحياة " . فكل من حولك – شريك حياتك، أصدقاؤك، زملاؤك في العمل، جيرانك -  لديهم نفس الحاجة إلى الحب والقبول .

ينشأ العديد من الأشخاص في ظروف صعبة، وغالبا، مر كل شخص منا في وقت أو آخر بجرح عاطفي، أو آمال محطمة، أو ضياع حب .

والأشخاص جميعا مروا بتجارب معقدة، لذا تجدهم خلال رحلتهم في الحياة يتسببون لك في جرح، أو يضايقونك، أو يتجاهلونك، أو يبخلون عليك بتعاطفهم . وربما تكون قد تسببت أنت نفسك في الجرح العاطفي نفسه الآخرين . قد يكون ذلك دون قصد في بعض الأحيان، وقد يكون عن عمد في أحيان أخرى . وهذا هو السبب الذي يجعل العطاء، في صورة تعاطف وتفهم وحب غير مشروط، غاية في الأهمية . إنه يساعد على كسر الروابط السلبية في العلاقات ويؤدى إلى إحياء الحب والالتزام نظراً لأن الناس عندما يتلقون الحب، يعلمون كيف يمنحونه للآخرين .

الحب ليس دوماً بالشيء السهل: من الجوانب المهمة للحب الرغبة في العطاء من خلال التضحية . يضحي الآباء بالعديد من الأشياء التي يحبونها من أجل أبنائهم . فعلى سبيل المثال، النوم والراحة غالبا ما يكونان في المرتبة الاولى في قائمة أولويات المرء، ولكنك إذا كنت ولداً، ستكون لديك قائمة أخرى طويلة يأتي النوم في آخرها . إن الحب هو ما يمكنك من القيام بهذه التضحيات . والأبناء في واقع الأمر هم المثال النموذجي لمعني متعة العطاء . ومن أشكال العطاء أيضا " التخلي " عن المتع أو الأشياء المهمة التي كانت من قبل على قمة الأولويات . ( هل مر بك وقت كنت فيه تنام أقل ؟ ) فأنت تختار أولويات جديدة قائمة على تتبناه من قيم وما تحب .  في العلاقات السليمة، لابد أن تحب زوجك حباً غير مشروط – بمعنى أن تحب ذلك الشخص لما هو عليه وليس لما ترغب أن يكون عليه . وكما تعلم، ليس هذا دوماً بالشيء الذي يسهل القيام به . ولكن يالها من هدية رائعة لكلا الطرفين إذا ما تحققت .

يسهل على البالغين حب أطفالهم حباً غير مشروط ( خاصة قبل أن يدخل أبناؤهم في مرحلة المراهقة ) ولكنهم يجدون صعوبة في حب أقرانهم من البالغين مثل هذا الحب غير المشروط . هذا لأن الحب غير المشروط يستغرق حتى يتحقق وقتاً طويلاً من الزمن، والالتزام، والتعاطف، والإدراك .

ويعنى الإدراك هنا أن تكون واعياً بدوافعك، ومشاعرك، وأفكارك، وأن تختبرها بعناية وانتظام . وكذلك أن تكون راغباً في التغاضى عن نتائج ما تمر به من مواقف، وهو ما يعرف أيضاً بعدم الاكتراث لها . وحتى تصل إلى هذا النوع من عدم الاكتراث عليك ان تدرب عقلك على فهم حقيقة أنه لا يمكنك التحكم في نتائج كافة المواقف والأحداث. ولا يزال في مقدورك السعي لنتيجة معينة، والاجتهاد من أجل الوصول إليها ولكن عليك أيضاً أن تضع في اعتبارك أنك سواء توصلت لها أم لا فلا بأس في ذلك .     [ الأنترنت – موقع الحب عطاء بلا حدود - ذكاء عاطفي ]

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته