أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة السابعة والخمســـــون في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة

السابعة والخمسون في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

* إن من الرحمة يتولد الحب، الذي يعني العطاء :

والعطاء قد يكون بالمال أو الوقت أو الجهد أو العلم, حتي أن العلماء كانوا يقولون أن تدريسنا للطلاب زكاة علمنا. وكما ينبغي أن نخرج الزكاة من الأموال، ينبغي أن نخرج العلم ونعلم الناس. وقد عز هذا الأمر في عصرنا الحالي لأن كثيراً من الناس يريدون أن يخفوا معلوماتهم خوفاً علي الأرزاق أو طلباً للمجد والتفرد أو أشياء لا يرضي عنها الله سبحانه وتعالي. ولهذا لابد أن يعلٍم بعضنا بعضاً وأن يخبر بعضنا بعضاً. و الرسول صلي الله عليه وسلم قال: "الدين النصحية, قالوا: لمن يا رسوال الله؟, قال: لله ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم." والدين النصحية يعني أن النصحية أهم شي في الدين. وقال: "الحج عرفه،" فمن المعرف أن هناك أركاناً أخرى للحج، ولكن أعظم هذه الأركان هو الوقوف بعرفه، إذاً فإن بذل النصحية لإخواننا أمر مهم.

والعطاء بهذا المعني لو ساد في جماعة وفي مؤسسة مصر الخير لأصحبو أكثر

 قوة في أداء مهمتهم وأكثر قوة في التاثير في المجتمع الخارجي محلياً أو أقليماً وعالمياً. و العطاء شعور في حقيقته هو الحب.

والعطاء أكثر تعبيراً ودقة من التنمية الشاملة، لأن التنمية وحدها تدل على الكم دون الكيف، والتنمية الشاملة تدل الكم والكيف دون المعني وأما العطاء فأنه يدل علي كل ذلك.

ونحن نحتاح لمعرفة العطاء: فكيف نعطي؟ و ماذا نعطي؟ ونحن لابد أن

نعطي من أوقاتنا ونعطي من علمنا، ونعطي من مالنا، ونعطي من خبرتنا

للآخرين. وهذا الشعور هو الذي نريد أن نؤكد عليه ونجعله أساساً لنا.

والعطاء ليس من مهام إدارة التبرعات أو إدارة الإتصال بالناس، ولكن العطاء صفة نفسية ينبغي أن تكون داخل كل منا وفي قلب كل واحد منا. وقضية العطاء لابد من ربطها بالله سبحانه وتعالي. وكثيرون منا لا يستطيعون العطاء بهذه الصورة لأن نفسهم تريد المقابل. وتدخل منظومة الإيمان في هذا الجانب وتقول لنا أن الله سبحانه وتعالي لا يضيع أجر المحسنين. والإنسان فى النهاية يحب الخير، ولكن المطلوب منه أن يؤجل طلب الثواب للآخرة. إلا أنه من كرم الله أن من يعطي في الدنيا يأخذ أيضاً ثوابه في الدنيا، فيحدث ما يسمي بالستر والبركة في الزرق والتوفيق وعدم الإنفاق في مصائب وعلاج أمراض، وهذا يتحقق أيضاً من خلال العطاء.

والرسول صلي الله عليه وسلم كان يقول: "الصدقة تطفيء الخطيئة كما تطفيء الماء النار." والرسول صلي الله عليه وسلم وسَع هذه الصدقة فقال: "أتقي النار ولو بشق تمرة" وقال: "التبسم في وجه أخيك صدقة." إذاً فالصدقة ليست في معناها المادى فقط، كما أن العطاء ليس قاصراً علي المال، فالتعاون مع الزملاء جزء من العطاء، وإصلاح الأحوال معهم جزء من العطاء، و الصبر في التعامل مع الجمهور جزء مع العطاء، وعدم إتباع الصدقات بالمن والأذي جزء من العطاء.

ونحن نريد أن ننقل أنفسنا من دائرة الضيق الي دائرة السعة. وليس هناك أوسع من دائرة حسن الخلق الذى يشمل العطاء والحب الصبر والرحمة لأن فيها معاني جميلة كثيرة جداً. و ينبغي من هذا المدخل أن نسير سوياً و أن نتفهم ونتعلم قضية العطاء.[الأنترنت – موقع ‏مؤسسة الهياتمي الخيرية‏ - إن من الرحمة يتولد الحب، الذي يعني العطاء. ]             الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته