أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة السادسة والخمســـــون في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة

السادسة والخمسون في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

* إن من الرحمة يتولد الحب، الذي يعني العطاء :

الحب عطاء، لذلك فهو أساس من أسس الحياة الدنيا. و أساس الحب هو الرحمة، ومن أجل هذا بدأ الله جل وتعالي كتابه العزيز

بـ"بسم الله الرحمن الرحيم"، لأن من الرحمة يتولد الحب، الذي يعني العطاء.

إن الحب الذي يعني العطاء، يأتي بلا سبب، فإذا كان بسبب فهو ليس

 بحب، وإذا سألت شخصاً لماذا تحب؟ فأجابك من أجل كذا وكذا، فهذا ليس بحب. فقد يكون أعجاباً أو أنبهاراً أو ميل قلب، وهو لا يندرج تحت معني الحب، لأن الحب عطاء بلا سبب. وأفضل ما يمثل الحب الحقيقي هو حب الأم لابنها، لأن الأم تحب أبنها حباً غير مبرر وغير معقول وغير مرتبط بأي زمان أو مكان، وغير مرتبط بشخص ولا بأي حال. هذا هو الحب الصافي، ويأتي بعده حب الأب لأبنائه، فهو حب غير مبرر وغير مسبب. فالحب المسبب لا يكون حباً. وما نريد أن نتعلمه في حياتنا هو الحب الذي يحمل معني العطاء ، فالله عز وجل أمرنا بذلك إذ قال: "أفعلوا الخير لعلكم تفحلون." والرسول صلي الله عليه وسلم قال: "خير الناس أنفعهم للناس،" والنفع في لغة العرب هو العطاء.

وبداية العطاء وفعل الخير توصلنا إلي طريق لا نهاية له من الجمال ومن الحلاوة، بطريقة تدعو إلى العجب: فالعطاء يجعل الأنسان في أزدياد كل يوم. فإذا أعطي الانسان بلا سبب ولوجه الله تعالي، شعر براحة نفسية لو عرفها الملوك لقاتلونا عليها. لذلك نحن نملك كنزاً كبيراً هو العطاء الذي هو بلا سبب وبلا نهاية. وبالإضافة إلي الشعور بهذه اللذة فإن العطاء يحدث طمأنينة في النفس. فهناك باب وموارد خير كثيرة لطمأنينة النفس، يتمثل فى العطاء ونفع الناس الذي يعادل أثر ذكر الله سبحانه وتعالي في إحداث الطمانية.

والعطاء إذا ما فعله ووُفق إليه الإنسان فإنه يصيب الإنسان بشعور جميل، هو القناعة والزهد في ما في أيدي الناس، التي هي طريق الجنة. وقد قيل في الأثر: "أزهد في الدنيا يحبك الله، و أزهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس،" فإذا لم نطلب من الناس شيئاً, فإن ذلك يجعل الناس يحبوننا، وهذا من فوائد العطاء، فما بالك ولو أعطيناهم فإنهم يحبونا أكثر. والزهد في الدنيا يولد القناعة، والقناعة كنز لا يفني.

والقناعة تجعل الإنسان راضياً عن الله سبحانه وتعالي، راضياً بما قسم الله له، وفي وسع ورغد من العيش، بخلاف عدم القناعة التي تجعل صاحبها مهما أغتني يشعر بالقلة وأن غيره أغني منه.

والعطاء بلا حدود وبلا سبب لابد أن يتصف بالديمومة، فقد كان الرسول صلي الله عليه وسلم يقول: "أحب الأعمال إلي الله أدومها وإن قل فما بالك لو كثر،" ونحن دائماً نحتاج إلي الزيادة والإستمرار، و لابد أن نراعي في عطائنا الزيادة و نراعي فيه الإستمرار وألا ينقص مجهودنا.                     الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته